الرئيسيةبحث

بيربانك، لوثر ( Burbank, Luther )


☰ جدول المحتويات


بَيربَانْكْ، لُوثَرْ (1849 ـ 1926). مزارع أمريكي، وصاحب مشتل، وعالم نبات، أنتج وطوَّر العديد من الفواكه والخضراوات والأزهار والحشائش الجديدة وتُعد بطاطس بيربانك وبرقوق سانتا روزا وزهرة الربيع شاستا ضمن أشهر منتجاته.

حياته:

ولد بيربانك بمدينة لانْكَسْتَر بولاية ماساشوسيتس بالولايات المتحدة ، وكان حظه من التعليم النظامي ضئيلاً ؛ إلا أنه استطاع أن يلتحق بأكاديمية لانكستر ـ وهي مدرسة إعدادية ملحقة بكلية ـ وذلك لفترة قصيرة، حيث تخلى عن دراسته بعد وفاة والده، ليعول والدته عن طريق زراعة الخضراوات وبيعها.

قرأ بيربانك العديد من مؤلفات عالم التاريخ الطبيعي الإنجليزي تشارلز دَاروين عن النبات وتأثر بآرائه في تطور النبات، واهتم بصفة خاصة بالنباتات الهجينة، وهي نباتات تم إنتاجها بتلقيح نوعين من النباتات تلقيحًا اصطناعيًا، وتمكن في باكورة العقد الثالث من عمره من جني قرنة بذرية نادرة لبطاطس وردية مبكرة. وزرع ثلاثًا وعشرين من بذورها، فأنتجت نبتتين تبشران بإنتاج جيد، فباع أفضل النبتتين مقابل مائة وخمسين دولارًا لصاحب مشتل، أطلق عليها اسم نبتة بيربانك، وكانت هذه الحادثة سببًا في بدء بيربانك نشاطه في مجال تربية النبات.

وانتقل بيربانك إلى كاليفورنيا بالولايات المتحدة عام 1875م، حيث باشر عملاً في مشتل بسانتاروزا بعد سنتين من انتقاله، واشترى في عام 1885م مزرعة قرب سباسْتِبوُلْ للقيام بالأعمال الخاصة بتربية النبات، وحقق مكاسب مالية باستيراده برقوقًا يابانيًا في عام 1885م، فقد كان هذا البرقوق، إلى جانب واردات أخرى استجلبها بيربانك، مناسبًا تماماً لمناخ كاليفورنيا، كما أثبت بصفة خاصة قيمته بصفته نبتة للتربية، تُتخذ منها الشتلات، وفي عام 1912م، باع بيربانك منتجاته السابقة والحاضرة والمقبلة إلى شركة أصبحت تعرف باسم شركة لوثر بيربانك، وقد أفلست هذه الشركة في أقل من أربع سنوات، وتأثرت تبعًا لذلك سمعة بيربانك، إلا أن بيربانك انطلق مرة أخرى وأسس مشروعًا ناجحًا للبذور.

إنجازاته وأساليبه:

أجرى بيربانك تجاربه على ما يقرب من مائتي مجموعة من النباتات، وأصبح شخصية وطنية مشهورة، وسعى بجهد لتبسيط عملية تربية النبات، ونجح في إنتاج عدد من النباتات باستخدام طريقة التلقيح الخلطي عن طريق نقل اللقاح حيث تشتمل على العديد من الأنواع. وتجاوز عدد الأنواع التي أنتجها 250 نوعًا من الفاكهة، من بينها 113 نوعًا من البرقوق، وقد تمت زراعة العديد من خضراواته خلال حياته، واليوم تعد بطاطس راسيت بيربانك ـ وهي ضرب من بطاطس بيربانك ـ أكثر أنواع البطاطس شيوعًا بالولايات المتحدة من حيث زراعتها، وتعد زهرة الربيع شاستا من أهم نباتات الزينة التي أنتجها بيربانك عن طريق التهجين ؛ حيث اشتملت على أربعة أنواع من زهرة الذهب.

والواقع أنه لا يمكن اعتبار بيربانك عالمًا بالمعنى الأكاديمي، فقد خلف وراءه القليل من التسجيلات، كما أن عمليات التهجين التي قام بها استخدم فيها خليطًا من اللقاحات بدلاً من استخدامه لقاحات نقية خالصة، إلا أنه بفضل موهبته تمكن من فهم الطرق الصحيحة لتربية النبات، فضلاً عن قيامه بعمليات تهجين مكثفة، وإنبات الآلاف من النباتات، مع مثابرته على مزج سلالات أفضل هذه النباتات لإنتاج أفضل الهجين. ورغم أن بيربانك لم يؤثر تأثيرًا مباشرًا في علم الوراثة أو على تربية النبات ؛ إلا أن إنجازاته عُدَّت أمثلة على أسلوب التطور.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية