الرئيسيةبحث

بروناي ( Brunei )



الخريطة السياسية لبروناي
برونــاي دولة إسلامية صغيرة في جنوب شرقي آسيا. وتقع على السّاحل الشمالي لجزيرة بورنيو. ويتمتع شعب بروناي بمستوى معيشي رفيع يرجع بصفة رئيسية إلى مخزونها البترولي الكبير الذي يقع بعيدًا عن الشاطئ، وتبلغ مساحة بروناي حوالي 5765 كم² وقدّر عدد سكانها سنة 2002م بنحو 340,000 نسمة، واسمها الرّسمي هو بروناي دار السلام. وعاصمتها هي بندر سيري بيجاوان وهي أيضاً أكبر مدنها.

كانت بروناي محميّة بريطانية من سنة 1888م إلى سنة 1984م حين أصبحت دولة مستقلة. والعملة المحلية هناك هي الدولار البروني.

نظام الحكم:

يرأس حكومة بروناي سلطان يختاره مجلس الخلافة، والسلطان الحالي يحكم مدى الحياة، يتولى السَّير مودا حسن البولقيه الذي أصبح سلطاناً منذ 1967م منصب رئيس الوزراء، ووزير المالية ووزير الداخلية، ولكثير من أفراد أسرته وظائف مهمة في الحكومة. وتساعد السلطان في حكم البلاد مجالس استشارية وشرعيّة مختلفة. ويعين السلطان أعضاء هذه المجالس. ويوجد في بروناي حزب واحد فقط هو حزب التضامن الوطني.

ودولة بروناي مقسمة إلى أربع مناطق إدارية بالنسبة للحكم المحلي، لكل منها مجلس منطقة. ويعين السلطان أعضاء هذه المجالس. والمحكمة العليا هي أعلى محكمة في بروناي، وتتكون من رئيس المحكمة، ويعاونه عدد من الأعضاء يعينّهم جميعًا السلطان.

السكان:

يعيش نحو 67% من سكان بروناي في المناطق الحضرية. ونحو 33% يعيشون في المناطق الريفيّة وثلثا السكان من الملايويين. ويشكل الصينيون، وهم أكبر الأقليات نحو 15% من عدد السكان. ويتكلم معظم البرونايين اللغة الملايوية وهي اللغة الرسميّة للبلاد، لكن بعض السكان أيضًا يتحدثون اللغتين الصينية والإنجليزية. وكلّ الملايويين تقريباً مسلمون بينما معظم الصينيين نصارى بالإضافة إلى نسبة ضئيلة من البوذيين.

يرتدي أغلب البرونايين في المناطق الحضرية ملابس شبيهة بالأزياء الغربية، في حين يرتدي الكثير من النساء المسلمات زياً يتكوّن من قُمصان طويلة الأكمام وتنّورات طويلة. وفي المناطق الريفية يرتدي كثير من الرجال والنساء قمصانا واسعة (سارونجز) وهي قطع طويلة من القماش كالتنورة تُربط عند الوسط وتعرف بالفوطة. يعيش كثير من سكان المدن في بيوت حديثة ومساكن مصنوعة من الحجر. أمّا في الرّيف فمعظم البيوت من الخشبْ ولها أسقف مصنوعة من القشّ.

يتمتع سكان بروناي بمستوى معيشة مرتفع. وتوجد بطالة قليلة نسبيّا. وتتكفل الحكومة بالتعليم المجانيّ والعِلاج المجاني للمواطنين، ويحتكر الصينيون معظم الأعمال التجارية. رغم ذلك فإن حوالي 10 % فقط من الصينيين في بروناي هم الذين مُنحوا الجنسية أو المواطنة.

يكمل معظم الأطفال البرونايين تعليمهم الابتدائي والثانوي، وقد افتتحت أول جامعة في البلاد ـ جامعة بروناي دار السلام ـ سنة 1985م. ويوجد في بروناي أيضاً كلية معلمين ومدارس فنية. ويدرس كثير من البرونايين في الجامعات الأجنبية، وتدفع الحكومة تكاليف تعليمهم أيضاً.

السطح والمناخ:

يحد بروناي من الشمال بحر الصين الجنوبي، أما بقية بروناي فهي محاطة بماليزيا. ومعظم أراضيها مُسَطّحة. أمّا المناطق الداخليّة فهي مليئة بأشجار الغابات. ويمر نهر بروناي خلال بندر سيري بيجاوان. ومناخ بروناي قاري، بمعدل درجة حرارة شهرية حوالي 27°م. ويتراوح معدل المطر السنوي ما بين 250سم على طول الساحل وحوالي 320 سم في المناطق الداخلية.

الاقتصاد:

يدر النفط والغاز الطبيعيّ الموجودان تحت سطح الماء في المناطق الساحلية عائداً كبيراً للبلاد. ويمثل النفط ومنتجاته والغاز الطبيعي الموجود مع النفط، كل صادرات بروناي تقريباً، وفي بروناي أيضًا حرف أخرى كالزراعة وصيد الأسماك والحِراجة وبعض الصّناعات الأخرى.

وتستوعب صناعة النفط والغاز الطبيعي نحو 10 % فقط من القوى العاملة في البلاد، في حين يعمل 50 % في دواوين الحكومة وهي أكبر مستخدم تقريبًا لهذه القوى العاملة.

من المتوقع أن يستمر احتياطي بروناي من النفط والغاز الطبيعي حتى العقود الأولى من القرن الحادي والعشرين. وتمتلك الحكومة جزءاً من صناعة النفط والغاز الطبيعي. وتحصل على عائد كبير منها. وعندما ينفد النفط في نحو عام 2020م والغاز الطبيعي بحلول عام 2040م في بروناي قد تعجز الحكومة عن دفع مرتبات العدد الكبير من الموظفين العاملين لديها الآن. وتشجع الحكومة إنشاء وظائف كثيرة في الأعمال أو المشروعات التجارية الخاصة وفي مجال الزراعة والسياحة واستثمار عائدات النفط والغاز الطبيعي.

ولبروناي تجارة كبيرة مع اليابان وسنغافورة والولايات المتحدة الأمريكية. وأعضاء رابطة شعوب جنوب شرقي آسيا (آسين)، الذي يضم إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند وبروناي. ★ تَصَفح: رابطة شعوب جنوب شرقي آسيا.

نبذة تاريخية:

تُذْكر بروناي في الكتابات الصينيةّ القديمة في حوالي القرن السابع الميلادي. وكانت وقتذاك مركزاً تجاريّاً مهمّاً. وجلس أول سلطان لبروناي على العرش في القرن الثالث عشر الميلادي. وفي القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين، كانت بروناي دولة قوية سيطرت على معظم الساحل الشماليّ لبورنيو، وأجزاء من جنوب الفلبين. وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين كانت السفن التابعة لبروناي تهدد السفن التجارية الأوروبية في جنوب شرقي آسيا. وقد سيطرت بريطانيا على معظم أجزاء بورنيو الشمالية في القرن التاسع عشر الميلادي بحجة حماية خطوط الملاحة بينها وبين الصين والهند، وفقدت بروناي، نتيجة ذلك معظم قواتها وأراضيها. وفي سنة 1888م فرضت بريطانيا الحماية البريطانية على بروناي، ومنذ ذلك الوقت تقلصت بروناي إلى حجمها الحالي تقريبا.

وفى سنة 1929م، أدّى اكتشاف النفط في حقول مغمورة بعيداً عن الساحل إلى أن تصبح بروناي دولة غنية. وفي بداية الستينيات من القرن العشرين الميلادي، ألغى السلطان الأحزاب السياسية بعد موجة من عدم الاستقرار. ويوجد حزب سياسيّ واحد الآن في بروناي. أصبحت بروناي دولة مستقلة في أول يناير سنة 1984م. ورغمَ ازدهارها الاقتصادي فهي في حاجة إلى أن تبني أنشطة اقتصادية أخرى قبل أن ينفد النفط من أراضيها.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية