الرئيسيةبحث

الرشوة ( Bribery )


الرشوة منح أو تقديم شيء له قيمة (كالمال والهدايا وغيرهما) لأحد الأشخاص من ذوي المناصب العليا أو صغار الموظفين أو من في يده قضاء منفعة معينة للناس. وفي مقابل ذلك، يخل هذا الشخص بقيمه الإسلامية أو يخالف القانون من أجل أن يستفيد الراشي (المعطي). ووفقًا للقانون فإن رشوة الموظف العام أو من ينوب عنه تعد جريمة شرعية وقانونية في حق كل من الراشي والمرتشي.

لاتقتصر الرشوة على المال فقط، ولكن قد تقدم في صورة عقار، أو منصب، أو نفوذ. وتحاول مجموعات ذات منفعة خاصة في بعض الأحيان رشوة الناخبين من أجل التصويت لجهة معينة أو تمرير قانون استثنائي.

يعاقب القانون في أغلب الدول على رشوة العاملين في المحكمة كالمحلفين والشهود ومندوبي الاتحاد التجاري والرياضيين المحترفين وقد توقع عليهم عقوبات رادعة. كما تعاقب القوانين على رشوة موظفي الدولة. وتشمل العقوبات كلا من الراشي والمرتشي.

يحارب الإسلام الرشوة ويدعو إلى عفة الموظف العام، وقد شرع الإسلام قانونًا لمحاسبة صاحب الوظيفة العامة وهو ما يمكن أن نطلق عليه قانون من أين لك هذا؟

روى سفيان بن عيينة أن الرسول ﷺ، استعمل رجلاً من الأُسْد (الأزد) على الصدقة، فلما قَدِم، قال: هذا لكم، وهذا لي. قال: فقام رسول الله ﷺ على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: (ما بال عامل أبعثه فيقول: هذا لكم وهذا أُهدي لي! أفلا قَعد في بيت أبيه، أو في بيت أمه حتى يَنظُر أيُهدى إليه أم لا. والذي نفس محمد بيده، لاينال أحدٌ منكم منها شيئًا، إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عُنُقه، بعير له رُغاء، أو بقرة لها خوارٌ، أو شاة تَيْعر (تصيح) ثم رفع يديه حتى رأينا عُفْرتي إبطيه ) (عفر الإبط: البياض). رواه مسلم.

هكذا ميَّز الرسول ﷺ بين الرشوة والهدية وأن الهدية تجوز عندما لا توجد شائبة أخرى من جلب منفعة أو الوصول إلى غرض، أما إن شابتها شائبة فإنها عندئذ تصبح رشوة. وقد حدّث عنها ﷺ فقال: (لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم) رواه أحمد والترمذي بإسناد صحيح عن أبي هريرة.

★ تَصَفح أيضًا: الابتزاز ؛ الابتزاز بالتهديد.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية