ثورة الملاكمين ( Boxer Rebellion )
ثورة المُلاكمين انتفاضة دموية حدثت في شمال الصين عام 1900م، وفيها قُتل مئات الصينيين، وما يزيد على 200 شخص من أقطار أخرى. وبلغت ثورة الملاكمين ذروتها في أواخر القرن التاسع عشر ضد انتشار التأثير الغربي والياباني على الصين.
بدأت الحركة بوصفها جمعية سرية صينية، وكانت تُدعى ييهكوان (القبضات الصالحة المنسجمة). عندئذ كانت هذه الجمعية ترتبط أصلاً بطائفة زهرة اللوتس البيضاء التي عارضت المانشو، حكام الصين. واستعار الغربيون أسماء أعضاء مجموعات الملاكمين لبراعتهم في التمارين الرياضية وألعاب الجمباز (التمارين الرياضية الخفيفة). وفي التسعينيات من القرن التاسع عشر، بدأ الملاكمون بمعارضة انتشار التأثير الأجنبي في الصين، وشاركهم الكثير من الصينيين في هذه المشاعر المعادية للغرب، حتى إِن المانشو وافقوا سرًا على هذه الحركة.
وفي عام 1900م، انطلق الملاكمون وحطموا كل شيء اعتبروه أجنبيًا. فذبحوا الصينيين النصارى، والبعثات التنصيرية، وأناسًا آخرين من بلدان أجنبية، وكل فرد كان يؤيد الأفكار الغربية، وحرقوا المنازل والمدارس والكنائس، وعندما استنجد الدبلوماسيون الأجانب في بكين بفرق الإنقاذ، أعلنت حكومة المانشو الحرب على القوى الأجنبية.
حاصر الملاكمون وفرق الحكومة دار المفوَّضيات (مقر الإقامات الرسمية للدبلوماسيين الأجانب) في بكين من 21 يونيو وحتى 14 أغسطس من عام 1900م، وأخيرًا سحقت قوة إنقاذ من تسعة أقطار تلك الانتفاضة.
وفي 7 سبتمبر من عام 1901م، وقّعت حكومة المانشو وممثلو أحد عشر قطراً اتفاقاً نهائياً سُمِّي بروتوكول الملاكمين. ووافقت الصين على إعدام عدة مسؤولين، ومعاقبة العديد من الناس الآخرين، وهدمت كذلك عددًا من القلاع ودفعت حوالي 330 مليون دولار أمريكي تعويضًا لهم عن تلك الخسائر. وفى عام 1908م، أعادت الولايات المتحدة جزءًا من الأموال التي تلقتها، لتوظيفها في أغراض تعليمية. ثم حذا حذو الولايات المتحدة كل من بريطانيا واليابان فيما بعد.
★ تَصَفح أيضًا : الصين.