الرئيسيةبحث

بون ( Bonn )



بون تشغل موقعًا متميزًا على نهر الراين. وتجمع بين المباني التاريخية والجديدة. وفي الصورة قاعة بيتهوفن وهي قاعة للموسيقى ومركز للمعارض.
بون مدينة في ألمانيا أضحت عاصمة لألمانيا الغربية عام 1949م عندما قُسِّمت ألمانيا إلى دولتين منفصلتين: ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية. عدد سكانها 292,234 نسمة. وفي عام 1990م، توحَّدت ألمانيا مرة ثانية، وسميت العاصمة الرسمية للدولة الموحدة برلين. لكن الحكومة استمرت في العمل من بون. وفي عام 1991م أقرّ البرلمان الألماني نقل معظم المكاتب الحكومية إلى برلين خلال 10 إلى 12 عامًا.

وبون مسقط رأس الموسيقار لودفيغ فان بيتهوفن. تقع مدينة بون على نهر الراين على بعد 32 كم جنوبي كولون وسط غربي ألمانيا.

كانت بون قبل الحرب العالمية الثانية (1939- 1945م) مدينة سكنية هادئة معروفة بجامعتها. وفي عامي 1948 و 1949م، كانت بون مقرًا للمجلس الذي وضع مسوَّدة دستور ألمانيا الغربية. وبعد أن أصبحت بون عاصمة لجمهورية ألمانيا الاتحادية (ألمانيا الغربية) تطوَّرت إلى مركز كبيرٍ للحكومة والسياسة.

المدينة:

تشغل مدينة بون موقعًا جبليًا متميزًا في وادي نهر الراين، حيث ترتفع الجبال السبعة إلى الشرق من المدينة، وهذا الموقع يعطي المدينة مظهر القرية المكسوَّة بالنباتات.

يمتد الجزء القديم من المدينة على الضفة الغربية لنهر الراين ويضم الحي التجاري الرئيسي. وتصطف بناياتُ مشهورة عديدة على الشوارع الضيِّقة والمتعرجة في هذه المنطقة. تقع المونستر، وهي كاتدرائية للرومان الكاثوليك بُنيت في القرن الثاني عشر الميلادي، في وسط المدينة، وعلى مقربة منها المبنى الرئيسيّ لجامعة بون الذي تم بناؤه في بداية القرن الثامن عشر الميلادي، ليكون مقرًا للأمراء الناخبين في عهد الإمبراطورية الجرمانية. تضم باحة المبنى متنزهًا شعبيًا واسعًا يُدعى الهفجارتن (حديقة القصر) وبعيدًا عن المكان ببضعة شوارع، توجد قاعة المدينة القديمة والسوق. وعلى مقربةٍ من السوق توجد دار بيتهوفن حيث ولد الموسيقار المشهور.

يمتد شارع أَدِيناوَر الرئيسي الذي كان يدعى سابقًا شارع كُبلنز، من الجزء القديم من المدينة باتجاه الجنوب. وبعد أن أصبحت بون عاصمةً لألمانيا، تحوَّل شارع أديناور إلى مكان يعجّ بالأنشطة الحكومية الرئيسية. يقع على شارع أديناور قصر شامبورج، المكتب الرسمي للمستشار الألماني ومكان إقامته، وعلى مقربة منه فيلا همرشميت، منزل الرئيس الاتحادي ومكتبه. ومن المباني الحكومية الأخرى، مبنى وزارة الخارجية ومبنى البرلمان (البندزهاوس).

تنتشر المناطق السكنية في جميع أنحاء بون.كما توجد مكاتب ومقر إقامة عدد كبير من الدبلوماسيين الأجانب بالقرب من الطرف الجنوبي للمدينة في حي يُسمَّى بادجدْزبيرج. وتقع بول، وهي ضاحية شبه صناعية، على الضفة الشرقية لنهر الراين. ويصل كنيدي بروك (جسر كِنيدي) منطقة بول بالجزء القديم من المدينة.

التعليم والحياة الثقافية:

تُعتبر جامعة بون أحد مراكز التعليم الكبيرة في ألمانيا. وهناك مدرسةٌ زراعيةٌ تقع إدارتها في قلعة ببلزدورف، وهي المقر الصيفي للأمراء الألمان في القرن الثامن عشر الميلادي.

يعرض متحف الراين الإقليمي الموجود في بون مجموعات تتعلق بآثار وتاريخ أرض الراين،كما يحوي متحف ألكسندر كنج قسمًا للحيوانات التي تنتمي إلى إفريقيا والمنطقة القطبية وجزر الكناري. أما دار بيتهوفن التي تحوَّلت إلى متحف، فإنها تعرض العديد من ممتلكات ومقتنيات الموسيقار المعروف. وتحتوي قاعة الموسيقى المسماة قاعة بيتهوفن على غرف للمحاضرات والمعارف الفنية. ويجري في بون مهرجانٌ موسيقي يعقد في شهر مايو من كل سنة تخليدًا لذكرى بيتهوفن.

الاقتصاد:

تقوم الحكومة الفيدرالية بتشغيل عدد كبير من سكان بون. ولا توجد تقريباً صناعةٌ ثقيلة في مدينة بون، إلا أن بها بعض الصناعات الخفيفة مثل الخزف والأدوات الكهربائية والأثاث وأجهزة المكاتب والأدوية والأدوات الدقيقة،كما تُنتج المعامل في ضاحية بول الإسمنت ومشتقاته. وتسوق المنتجات الزراعية للمنطقة المحيطة ببون في المدينة ذاتها.

تقع بون على طرق السكك الحديدية الرئيسية في ألمانيا،كما يخدم بون وكولون مطارٌ دوليٌّ يقع على بعد 24 كم إلى الشمال من المدينة. ويربط المدينتين طريق للسيارات. أما وسائل النقل العامة في بون، فهي تضم الحافلات وسكك حديد الأنفاق والقطارات الكهربائية.

نبذة تاريخية:

من المحتمل أن إنسان ما قبل التاريخ عاش في المنطقة التي تُسمَّى الآن بون. وأول القاطنين المعروفين للمنطقة كانوا أليوبي، وهم أقوام جرمانية عاشت في المنطقة في عام 38 قبل الميلاد. وفي حوالي 50م، أنشأ الرومان معسكرًا على الضفة الغربية لنهر الراين، وقد اختاروا ذلك الموقع للمحافظة على مواقعهم على النهر ضد القبائل الجرمانية التي تحتل الضفة الشرقية. وفي حوالي 250م نُفِّذ حكم الإعدام على جنديين رومانيين قرب المعسكر بسبب معتقداتهما النصرانية، وأسَّس الفرانكيون (الفرنجة) وهم شعبٌ جرمانيّ آخر مدينة بون قرب قبريهما.

دمَّر الغزاة النرويجيون مدينة بون إبان القرن التاسع الميلادي، ومع حلول عام 1200م، أعيد تأسيس بون تحت قيادة رئيس أساقفة كولون، وبقيت بون مقراً لأمراء كولون في الفترة 1265- 1794م عندما سيطرت عليها القوات الثورية الفرنسية.

وفي عام 1815م، أصبحت بون والمنطقة المحيطة بها جزءًا من مملكة بروسيا. وأنشئت جامعة بون في عام 1818م على يد ملك بروسيا فريدريك وليم الثالث حيث أصبحت مركزاً للعلوم والمعرفة. وازدهرت بون لأن كثيراً من العائلات الثرية أحبّت الطبيعة السكنية الهادئة للمدينة، فاستقرَّت فيها.

عكَّرت الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م) وحالة عدم الاستقرار السياسي، في أرض الراين خلال العشرينيات من القرن العشرين الميلادي، صفو الحياة الهادئة لمدينة بون. وإبان الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م)، عانت بون من التدمير الشديد نتيجة للغارات الجوية والقصف المدفعيّ.

وفي عام 1949م، قُسِّمت ألمانيا إلى دولتين منفصلتين: ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، وأصبحت بون عاصمةً لألمانيا الغربية. وتم اختيار بون لقربها من روندورف، وهي البلدة التي ينتمي إليها كونراد أديناور أول مستشار لألمانيا الغربية. وكان من المقرر أن تبقى بون عاصمة لألمانيا إلى أن يُعاد توحيدها، وعندئذ يتعين على الحكومة أن تعود لبرلين، التي كانت عاصمة ومقرًا للحكومة الألمانية قبل تقسيم عام 1949م. وأعيد توحيد ألمانيا في عام 1990م وأصبحت برلين عاصمةً رسميةً لألمانيا الموحدة، لكن بون أصبحت مقرَّ الحكومة، حيث توجد فيها معظم الدوائر الحكومية. وفي عام 1991م، صوَّت البرلمان الألماني لصالح نقل مقر الحكومة إلى برلين، ووضع جدولاً زمنيًا لنقل الدوائر الحكومية هناك خلال 10 إلى 12 عامًا.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية