الرئيسيةبحث

نقل الدم ( Blood transfusion )



نَقـل الـدم نقل دم أحد الأشخاص إلى جسم شخص آخر. ويحل الدم المنقول، محل الدم أو عناصره التي في شخص مريض أو مصاب. وقد أنقذت هذه الطريقة حياة كثير من الناس، وتؤدي دورًا مهما في الجراحة وفي الحالات الطبية الأخرى.

وقد أجريت عمليات نقل دم قليلة قبل القرن العشرين. ولم تُصبح عمليات نقل الدم الكثيرة التي تتم في العصر الحديث سهلة إلا بعد اكتشاف فصائل (رمز) الدم في بدايات القرن العشرين. فقد وجد كارل لاندشتاينر، النسماوي الأمريكي، الباحث في ظواهر المناعة وأسبابها، أن الدم البشري يُمكن أن يقسم إلى أربع فصائل تُميّز بالحروف (أ، ب، و)، وهذه الفصائل هي: و، أب، ب، أ. ★ تَصَفح: الدم. وإذا كان لشخص دم من فصيلة معينة وتلقى دمًا من فصيلة أخرى، فإنه قد يعاني من رد فعل خطير. وقد أوضح هذا الاكتشاف سبب فشل كثير من حالات نقل الدم. ومنذ ذلك الوقت اكتشف العلماء فصائل كثيرة من الدم، مثل تلك التي تستند على وجود العامل (ر هـ) أو عدم وجوده. ومن الممكن أن تؤثر هذه الأنواع على نقل الدم.

وفي البداية كان نقل الدم يتم مباشرة من المتبرع إلى المتلقي. وأصبح تخزين الدم ممكنًا منذ عام 1914م بإضافة سترات وسكر مُغذِ، وكيمائيات تمنع تكوين الجلطة. واليوم يُمكن حفظ الدم لمدة خمسة وثلاثين يومًا أو أكثر باستخدام المحاليل الحافظة.

والدم نسيج معقد يتكون من عدة مكونات. وتشمل أساسًا مكونات صلبة مثل ـ الخلايا الحمراء ـ وكذا أعداداً أصغر من خلايا الدم البيضاء، واللويحات ـ التي تتعلق في سائل أصفر يسمى البلازما. وتحتوي البلازما على أنواع من البروتينات ومواد مغذية تستخلص من الطعام ومواد مُجَلِّطة. ويمكن أن يتم نقل الدم بأكمله، إذا فقد المتلقي كمية كبيرة من الدم. وعلى كل، فإن معظم المرضى يحتاجون فقط إلى مكوِّن من مكونات الدم. ويساعد نقل بعض المكونات في معالجة بعض الأمراض مثل فقر الدم والناعور (الاستعداد للنزيف ) وابيضاض الدم.

يحفظ الدم في بنوك الدم، التي تمد الدم بأكمله أو بأحد مكوناته. ويمكن أن تجمد وتخزن خلايا الدم الحمراء واللويحات ومكونات أخرى، لعدة سنوات. إن استخدام مكونات الدم من كمية تبرع واحدة تمكِّن من مساعدة عدد من المرضى.

كيف يتم نقل الدم:

قبل أن يتم نقل الدم تُحدد فحوصات المختبر فصيلة دم المريض حسب الفصائل (أ، ب، و، أو رهـ). ويتم اختيار دم المتبرع ليكون من نفس النوع. وباختبار آخر يسمى التماثل، يتم التأكد من أن اختلاط الدم المتبرَّع به والمُتَلقَّى لن يتسبب في رد فعل ضار.

ويتم وضع وعاء الدم، أو مكونات الدم، على حامل يوضع على مستوى أعلى من المريض. ويسيل الدم في مصفاة ثم في أنبوب بلاستيكي متصل بإبرة. وتدخل الإبرة في واحد من أوردة المريض. ويقرر الطبيب كمية الدم التي تُعطى وسرعة دخوله جسم المريض.

ويقوم الأطباء والممرضون بمراقبة المريض الذي يتلقى العلاج بعناية. فإذا تلقى الشخص النوع غير المناسب من الدم فإن الجسم يُتلف الخلايا الحمراء. وهذا الإتلاف يُؤدي إلى رد فعل عنيف أو قاتل ما لم يُوقَف نقل الدم فورًا. ويمكن أن ينقل الدم المتبرَّع به أمراضًا معدية، خاصة التهاب الكبد أو الإيدز، في حالات نادرة. ★ تَصَفح: الإيدز. وتساعد الفحوصات المختبرية على معرفة الدم الملوث ومنع نقله.

كيف يُجمع الدم ويخزن:

يتم جمع معظم الدم من المتبرعين اختياريًا. وتأخذ الممرضة الدم من وريد ذراع المتبرع. ويجمع الدم في كيس بلاستيكي يحتوي على سائل حافظ. ويقوم بنك الدم بفحص الدم، ويصنفه على الفصائل (أ، ب، أب، و، أو رهـ) ؛ ويقوم في معظم الأحوال بفصل مكوناته. ثم يُخزن كامل الدم بأكمله أو مكوناته. وتحاول بنوك الدم أن يكون لديها كمية كافية من مكونات الدم، ومن الدم الكامل من كل الأنواع لمقابلة الاحتياجات المتوقعة.

ويمكن أن يجمع الدم أيضًا بطريقة تسمى فصادة الدم وتنطوي هذه الطريقة على إمرار دم المتبرع من خلال فاصل خلايا الدم، وهو جهاز يفصل واحدًا أو أكثر من مكونات الدم. وأثناء نقل المكونات المطلوبة، تعود الأجزاء الأخرى من الدم بطريقة مستمرة إلى المتبرع. وبخلاف ماعليه الحال في التبرع القياسي، الذي يسحب فيه حوالي عشر دم المتبرع، فالتبرع بطريقة فصادة الدم قد يسحب به كل دم المتبرع على مرتين عن طريق فاصل خلايا الدم. وهذا ممكن لأن البلازما، ومعظم مكونات الخلايا، تعود باستمرار إلى جسم المتبرع.

ولهذا فإن طريقة فصادة الدم تمكِّن بنك الدم من الحصول على كميات أكبر من المكون المطلوب من تبرع واحد.

ويجب أن تتوافر في المتبرعين بالدم متطلبات خاصة بالعمر والصحة والوزن. ويعوض الجسم الدم المسحوب خلال أسابيع قليلة. وليحافظ المتبرعون على صحتهم، لا يجوز أن يتبرَّعوا بالدم عدة مرات إلا بعد مضي عدد من الشهور بعد كل مرة.

الدم الاصطناعي:

يعمل الباحثون، منذ الستينيات من القرن العشرين على إيجاد عدد من بدائل محتملة للدم لاستخدامه في حالة النقل الطارئ. ويُمكن أن تحمل بعض الكيمائيات والمواد الطبيعية ـ مثل الهيموجلوبين ـ الأكسجين، لكنها لا تؤدي المهام الأخرى للدم الطبيعي. وقد تصبح هذه المواد مفيدة في يوم من الأيام، في الحالات الطارئة، كبديل مؤقت لخلايا الدم الحمراء المفقودة.

وبنهاية عام 2000م، كان هناك ثلاثة أجيال من الدم الاصطناعي في مراكز الأبحاث العالمية إلا أنها لم تحقق نجاحاً مشجعاً. ويرى بعض العلماء أن الدم الاصطناعي من الناحية النظرية قد يكون أفضل من الدم المتبرع به لأنه لا يسبب ارتكاسات مناعية ولا يرفضه الجسم ولا ينقل الأمراض المعروفة مثل الأيدز والأمراض الفيروسية الأخرى، كما يمكن حفظه في جميع الظروف. ولما فشلت التجارب السريرية في إثبات صلاحية الدم الاصطناعي اتجه العلماء لبدائل أخرى منها إعطاء المريض عقاقير تساعد على إنتاج عناصر دموية تجمع قبل العملية بعدة أسابيع ثم يتم استخدامها للمريض نفسه. أو ربما ينتج دم بوساطة الهندسة الوراثية حيث تعدل مورثات بعض الحيوانات وتجبر على إنتاج دم بشري. وتكتسب هذه الطريقة مخاطر كثيرة أبرزها خطر انتقال الفيروسات الحيوانية إلى الإنسان.

★ تَصَفح أيضًا: البلازما ؛ الدم.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية