بيكون، روجر ( Bacon, Roger )
بيكون، روجر (1214- 1292م). كان فيلسوفًا وعالمًا إنجليزيًا. وهو يعد واحدًا من الشخصيات الرائدة في تطوير العلوم في القرون الوسطى. عُرف بيكون بصفته مؤسسًا للعلوم التجريبية وأحد الباحثين الأوائل في دراسة علم البصريات، وهو فرع في علم الفيزياء يدرس الضوء. وقد ساعد على إرساء القواعد للثورة العلمية التي ظهرت في أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين.
حياته:
وُلدَ روجر بيكون في سومرست في إنجلترا ودرس الفنون الحرة والفلسفة في جامعة أكسفورد، ثم ترك أكسفورد في ثلاثينيات القرن الثالث عشر الميلادي وبدأ يدَرِّس في جامعة باريس. وترك التدريس في عام 1247م لأسباب صحية وعاد إلى أكسفورد وأمضى السنوات العشر التالية من حياته في دراسة مكثفة للرياضيات، والتقنية وخصوصًا علم البصريات.انضم بيكون عام 1257م إلى جماعة الفرنسيسكان الدينية وعاد إلى باريس ليحث على الإصلاح الثقافي داخل الكنيسة وليكرس نفسه لاكتشاف ونشر نظام لكل المعرفة.
وفي هذا الوقت، قام نزاع في داخل الجماعة الفرنسيسكانية، ونتج عنه وضع رقابة على الكتب. وسمح رؤساء بيكون له بالاستمرار في الكتابة ولكنهم منعوه من نشر أعماله.
وتنفيذًا لرغبة طلب البابا كليمنت الرابع، جمع بيكون ملخصًا لنظام المعرفة وأرسل الملخص المسمى أبوس مايوس (العمل الأطول)، إلى البابا في عام 1267م، وأصبح هذا الملخص من أبرز وأهم أعمال بيكون.
خلال السبعينيات من القرن الثالث عشر الميلادي، كتب بيكون في علم الفلك والرياضيات وعلم الفيزياء. وفي عام 1278م انتقدت الكنيسة بعض مؤلفاته وسجن في باريس في دير الراهبات حتى عام 1292م . وقبل فترة وجيزة من وفاته، أتم بيكون كتابه: ملخص لدراسات علم اللاهوت، وفيه أعلن ماكان يعتبره من شرور العالم النصراني.
أعماله:
كانت أهم الأعمال التي كتبها بيكون في العلوم ولكنه كتب أيضًا في الفلسفة وعلم اللاهوت. وتوضح هذه الأعمال تأثر بيكون بالفيلسوف الإغريقي أرسطو، وعالم اللاهوت النصراني القديس أوغسطين والفيلسوف العربي ابن سينا.وحثّ بيكون في كتابه على دراسة اللغات خصوصًا العربية واليونانية. فقد اعتقد أن دراسة هذه اللغات ستساعد الساعين للمعرفة على تحسين تفسيرهم للإنجيل وعلى التعرف على المزيد من المعرفة العلمية العربية واليونانية. وقد اعتبر بيكون الرياضيات المفتاح لأي بحث علمي خصوصًا فيما يتعلق بعلم الفلك.
شرح بيكون أهمية وتكافل الرياضيات والعلوم التجريبية في علم البصريات وهو حقل دراسته الأهم، واستعان بالأسلوب الاستنتاجي (الاستقراء) لدراسة تكوين قوس قزح، وقام بيكون بشرح دقيق لتشريح العين والعصب البصري.
★ تَصَفح أيضًا: العلوم عند العرب والمسلمين (الفيزياء).