الرئيسيةبحث

المطهر الطبي ( Antiseptic )



المُطهِر الطبي مادة تقتل الجراثيم أو تُوقِف نموها على الأغشية الحية. وتوضع على الجلد أو الأغشية المخاطية ؛ لتساعد في منع الإصابة بالعدوى. ويجب أن تكون المُطَهِّرات الطبية على قدر من القوة، لقتل الجراثيم مع درجة من الاعتدال بحيث لا تتأذى بها الأغشية الحسّاسة. وتختلف المُطهِّرات الطبية عن المُعقمات والمضادات الحيوية. فالمعقمات موادكيميائية تُستخدم لقتل الجراثيم المُلَوِّثة للأشياء غير الحية، بينما تُسْتَعَمل المضادات الحيوية دواء لعلاج العدوى بعد وقوعها.

أنواع المُطَهرات الطبية:

هناك مئات من المُطهرات الطبية منها الدهانات ومستحضرات غسيل الفم والمراهم والمساحيق ومستحضرات غسيل الشعر (الشامبو) والصابون والمحاليل والرشاشات. ويحتوي كل واحد من هذه المنتجات على مادة كيميائية مطهرة مُبيدة للجراثيم. وتشمل الكحول والأصباغ وحاملات اليود والزئبقيات والفينولات والسالسل أميد. ويعتمد استعمال المادة الكيميائية ومقدارها على نوعية المستحضرات المُطهِّرة التي تدخل في تركيبها.

استعمال المطهرات الطبية:

يستعمل الأطباء مطهرات طبية خاصة لغسل أيديهم وجلود مرضاهم ؛ لتعقيمها قبل إجراء العمليات الجراحية. كما يقومون برش الجروح الخطيرة برشَّاشات السوائل المطهرة ؛ منعًا لتلوُّثها.

وتُستعمل المطهرات الطبية في الإسعافات الأولية للجروح القطعية وغيرها. غير أن كثيرًا من الأطباء وغيرهم من المعنيين بالشؤون الصحية يتشككون في جدوى استعمال المطهرات الطبية، في الوقت الذي يمكن فيه الاكتفاء بغسل هذه الجروح بالماء والصابون الذي يقوم مقام المطهِّرات الطبية التي لا يحتاج الحصول عليها إلى إرشادات طبية أو وصفات دوائية، ويُترك أمر الإصابات الخطيرة للعلاج الطبي.

وقد تتسبب المواد الكيميائية المضادة للجراثيم في المطهرات الطبية، في إحداث آثار جانبية تشمل الالتهابات الموضعية أو غيرها من الاضطرابات، كالحساسية أو التشوُّهات الجلدية. ويؤكد المختصون على سلامة المطهرات الطبية، إذا تم استعمالها بطريقة صحيحة.

نبذة تاريخية:

ظلَّ الناس يستعملون الخل والنبيذ مطهرات طبية منذ 2,500 عام، لفترات طويلة قبل اكتشاف الجراثيم التي تُسبِّب الأمراض. ولاحظ الجرّاحون منذ قرون عديدة ما يطرأ على مواضع العمليات الجراحية وجروح المحاربين غير المُضَمَّدة من فساد يجعل رائحتها كرائحة الأسماك المتعفِّنة. ولكي يمنعوا تلك الروائح الكريهة أخذوا يعالجون الأغشية المتقيِّحة بالعديد من المواد التي عُرِفت فيما بعد بالمطهرات الطبية.

كان للعلماء العرب فضل اكتشاف مادة الكحول (الفول)، ومن المعروف أن الرازي (ت 311هـ، 923م) كان أول من أدخل استخدام الزئبق في تركيب المراهم التي تستخدم في تطهير الجروح، كما كان له الفضل في ابتكار طريقة لتحضير الكحول من المواد النشوية والسكرية المتخمرة واستخدمه في تطهير الجروح. بعد ذلك شاع استعمال الكحول، والزئبق والقطران والقار وزيت التربنتين. وقد اتسم بعض هذه السوائل بقدرته الفائقة على قتل الجراثيم، وإن ترك آثاره السيئة على الأنسجة. ونتيجة لذلك كان كثير من المرضى ينجون من العدوى، ولكن كان بعضهم يموتون من العلاج بتلك المطهرات.

وفي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي نجح طبيب مجري يُدعى إجناز فيليب سِيمِّيلْويس في تركيب مطهر طبي عبارة عن محلول متوسط التركيز من كلوريد الجير، لمنع العدوى أثناء عمليات الولادة. واستعمل الأطباء هذا المحلول فيما بعد لغسل أيديهم قبل العمليات منعًا لتلوث مرضاهم بالجراثيم المعدية. وفي منتصف الستينيات من القرن التاسع عشر الميلادي كان الجراح الإنجليزي السير جوزيف ليستر أول من استعمل المطهرات الطبية في الجراحة، إذ قام باستعمال حمض الكربوليك لتطهير موضع الجراحة. وهكذا أصبح جهد الطبيبين سيميلويس وليستر نموذجًا تم على هديه تركيب العديد من المطهرات الطبية خفيفة التركيز قوية التأثير. وبعض هذه المطهرات كصبغة اليود والكحول، مازال شائع الاستعمال إلى الآن.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية