اللاسامية ( Anti-Semitism )
اللاسامِيَّة لفظة تعني في الغرب التعصب العرقي ضد اليهود، وهو تعبير غير دقيق، إذ إن الرجوع إلى أصل كلمة الساميِّين، يبين أنها تعني كل الشعوب الناطقة باللغات السامية، بما فيهم العرب وغيرهم من الجماعات غير اليهودية. ★ تَصَفح: الساميون. والتسمية أوروبية حديثة سببها أن اليهود كانوا السلالة السامية الوحيدة التي سكنت أوروبا. وكثيرًا ما نالهم الاضطهاد في البلدان ذات الأغلبية النصرانية. وألقى بعض النصارى باللائمة على اليهود لتسببهم في مقتل عيسى، ويُعْزَى إليهم ما ينتاب المجتمعات من قلاقل واضطرابات، بسبب نشاطاتهم الواسعة في مختلف الفعاليات التجارية والاقتصادية وغيرها.
وقد فُرضت ضرائب خاصة على اليهود في كثير من البلدان الأوروبية خلال العصور الوسطى، كما أجبروا على السكن في مناطق معزولة، وعلى اتخاذ أزياء خاصة بهم، أو وضع شارات على ما يلبسونه لتمييزهم. ومُنعُوا كذلك من امتلاك الأراضي ومن الاشتغال ببعض المهن. ونفي كثير منهم من بعض البلدان ؛ فقد قامت أسبانيا في عام 1492م بطرد اليهود خارج أراضيها بعد أن كانوا يعيشون في أمان وسلام وحرية دينية تحت حكم العرب المسلمين في أسبانيا، كما يشهد بذلك المؤرخون.
كان أول استعمال لتعبير اللاسامية في أواخر القرن التاسع عشر. وهي صيغة ذات دلالة على أنَّ تعصب الكثرة من الناس مبني على أساس عرقي ضد اليهود، وليس على أساس ديني. وقد قامت أحزاب بكل من النمسا والمجر وألمانيا تركَّزت أهدافها السياسية على اضطهاد ومعاداة السامية. وأدى ذلك الاضطهاد، بالإضافة إلى عوامل أخرى، إلى ظهور حركة يهودية عُرِفت باسم الصهيونية، وتطلَّع الصهيونيون إلى إقامة وطن لليهود في فلسطين. ★ تَصَفح: الصهيونية.
وعندما تسلّم الزعيم النازي أدولف هتلر مقاليد السلطة في ألمانيا في عام 1933م، جعل معاداة السامية تَوَجُّهًا سياسيًا رسميًا لحكومته. فقامت حكومة ألمانيا بمنع اليهود من حق المواطنة، وصادرت ممتلكاتهم، ودفعت بهم إلى معسكرات الاعتقال. وتشير قلة من المصادر التاريخية إلى أن النازيين قد قتلوا عددا من اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية في عام 1945م.
وقد عملت الصهيونية على ترويج فكرة اللاسامية، أو معاداة السامية، واستدرار عطف الدول الغربية. ومعلوم بداهة ما تنطوي عليه هذه الفكرة من المغالطة، لأن العرب أنفسهم ساميون.
★ تَصَفح أيضًا: الإبادة الجماعية ؛ الجيتو ؛ العنصرية ؛ معسكر الاعتقال ؛ اليهود.