الرئيسيةبحث

الفوضوية ( Anarchism )


الفوضوية الاعتقاد القائل بأن كل شكل من التنظيم والحكومة عمل لا أخلاقي، وأن كل قيد يفرضه شخص على آخر شر يجب تدميره والتخلص منه.

ترجع الفوضوية في التاريخ إلى الأزمنة القديمة، حيث تتحدث أساطير معظم الأمم عن عصر ذهبي من الحرية، سبق وجود الحكومة المنظمة. وظهرت الفوضوية أيضًا بين المجموعات النصرانية الأولى.

بعد ذلك افترضت الفوضوية نظامًا اجتماعيًا يرتكز على الملكية العامة والاتفاقات الحرّة، ولكن اختلف أتباعها فيما بينهم في الطرق والأشكال. كان الفرنسي بييرجوزيف براودهون، الذي غالبًا ما دُعي بأبي الفوضوية أول من جعل الفوضوية حركة شعبية. فقد حثت فوضويته الفلسفية أو الشخصية على التعاون الإداري لجميع الرجال الأحرار وبدون أي تنظيم أو حكومة.

بدأت الفوضوية الإرهابية تحت قيادة ميخائيل باكونين (1814 - 1876م) في روسيا خلال القرن التاسع عشر. حيث اعتقد أتباع هذا النوع من الفوضوية بفكرة استخدام العنف والإرهاب للإطاحة بالحكومة. وقد ظنَّ أولئك الفوضويون أن الأرض ووسائل الإنتاج الأخرى يجب أن تكون ملك العامة.

ولجأ العديد من الفوضويين في سائر أنحاء العالم إلى الثورة والاغتيالات لاعتقادهم أن الإرهاب سيُصحِّح ما هو شرير في المجتمع ؛ فاغتالوا رؤساء الحكومات بمن فيهم القيصر الروسي ألكسندر الثاني ورئيس الولايات المتحدة وليم ماكنلي. بعد وفاة ماكنلي أصدرت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية قانونا منعت فيه الفوضويين من الدخول إلى البلاد.

لقد تبنت الفوضوية بقيادة الأمير الروسي بيتر كروبوتكن، وخلال نهاية القرن التاسع عشر، شكلاً شيوعيًا قاسيًا، حيث رفض كروبوتكن الطرق الإرهابية لباكونين، ولكنه عارض أيضًا النوع المتسلط من الشيوعية. وفي ظل هذا النوع من الفوضوية، ستنتهي الدولة وسيُبْنَى المجتمع على أساس الكوميونات و جماعات القرية الموجودة أصلاً في المجتمع الروسي الإقطاعي، وسيشكِّل كل كوميون مجموعة مكتفية ذاتيًا.

انحسرت قوة الفوضوية في القرن العشرين. وقد أدّى الفوضويون دورًا في الحرب الأهلية الأسبانية (1936 - 1939م). وأثرت الفوضوية أيضًا على الجماعات المتطرفة مثل جماعة الطلاب من أجل المجتمع الديمقراطي في الولايات المتحدة الأمريكية في أعوام الستينيات وعصابة بادرماينهوف في ألمانيا في السبعينيات. وبعض الجماعات في أوروبا يمارسون الفوضوية الإرهابية.

★ تَصَفح أيضًا: العدمية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية