الرئيسيةبحث

الحاسوب القياسي ( Analog computer )


الحاسوب القياسي جهاز لحل المعضلات، بالعمل مباشرة مع الكمية الفيزيائية، مثل الوزن، والقوة الكهربائية، أو السرعة، بدلاً من العمل بالأرقام التي تمثل الكمية. وتحل أجهزة الحاسوب القياسي المعضلات بقياس كمية واحدة، بالنسبة إلى كمية أخرى. فمثلاً لدى حل معضلة تتعلق بضغط الماء، وتدفُّقه، فإن مقياس التوتر الكهربائي، يمكن أن يستخدم كنظير لضغط الماء، ويُستخدم التيار الكهربائي لتدفق الماء. وهناك العديد من الوسائل المعروفة، التي تعمل على المبدأ الأساسي نفسه لأجهزة الحاسوب القياسي، مثل عدادات السرعة وموازين الحرارة ومنظمات الحرارة. فمثلاً يقيس ميزان الحرارة درجة الحرارة حسب طول خط رفيع من السائل داخل أنبوب.

ويقدم الحاسوب القياسي المعلومات المنتجة بشكل دائم، وغالبًا على موضع معين لأي مقياس كان. وفي بعض الحالات يتم عرض المعلومات على شكل إشارات على جهاز يُدعى راسمة الذبذبات.

وأجهزة الحاسوب القياسي غير دقيقة، مثل الحواسيب الرقمية، لأنها تتعامل أساسًا مع كميات متنوعة ومستمرة، لا يمكن قياسها بشكل دقيق. ومن ناحية أخرى تستطيع هذه الحواسيب حل بعض المعضلات بشكل أسرع من الحواسيب الرقمية. ويمكن للحواسيب القياسية أن تكون أيضًا أكثر سهولة وملاءمة للاستعمال ؛ إذ إنها لا تحتاج إلى برامج مفصلة. "فيقول" المُشغِّل لجهاز الحاسوب بالقياس كيف يمكن حل معضلة ما بمجرد وصل دوائره الإلكترونية أو أجزائه الميكانيكية بطريقة خاصة.

ومعظم أجهزة الحاسوب القياسية محدَّدة الهدف. وتحل هذه الأجهزة معضلات علمية وهندسية، يمكن أن تُوصف بأنها أنظمة معادلات تفاضلية. وهذه المعادلات الرياضية، تعبيرات عن القوانين الطبيعية التي تصف نسب تحوّل الكميات. والحواسيب القياسية الإلكترونية مُعدَّة بشكل خاص لتصميم الشبكات الكهربائية وتحليلها. وقد استُخدمت هذه الأجهزة للمحاكاة الآلية الأولى للطائرات والعربات الفضائية والسفن المبحرة في المحيط. وتُعيد هذه المحاكاة الآلية إيجاد الشروط التي يجب أن تعمل ضمنها مثل هذه المركبات. وقد استُخدِمت هذه المحاكاة الآلية إما لفحص عمل طائرة أو لتدريب طاقمها على إجراءات التشغيل.

وأنجزت أجهزة الحاسوب القياسي معظم حواسيب العالم في الماضي. وخلال الحرب العالمية الثانية (1939- 1945م) استُخدمت هذه الحواسيب لحساب طرق استخدام القنابل والرصاص. وقد حدد تطور أجهزة الحاسوب الرقمية منذ الحرب استخدام الحواسيب القياسية. وخلال الستينيات من القرن العشرين الميلادي تم التعريف بالحواسيب المهجّنة، وهي تجمع مواصفات كل من الحواسيب القياسية والحواسيب الرقمية. وهذه الحواسيب المهجّنة أسرع من الحواسيب الرقمية في حل بعض المعضلات التي تخص المعادلات التفاضلية. وهي مجهزة أيضًا بشكل خاص لدراسة المعضلات التي يستطيع الباحثون تغيير معاييرها وملاحظة النتائج مباشرة.

★ تَصَفح أيضًا: الحاسوب.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية