الرئيسيةبحث

فقر الدم ( Anaemia )



فقر الدّم حالة ينخفض فيها عدد كريَّات الدم الحمراء الصحية إلى ما تحت الحالة العادية، وتسمى أيضًا الأنيميا. تأخذ كريات الدم الحمراء الأكسجين من الرئتين، وتنقله إلى الأنسجة في سائر الجسم. وهناك يُدمج الأكسجين مع الغذاء من أجل إنتاج الطاقة. أما الشخص المصاب بفقر الدم، فلا يستطيع دمه نقل الأكسجين الكافي للأنسجة. وبذلك يحس بالضعف والإرهاق والغثيان وآلام الرأس، والبشرة الشاحبة والباردة، والنبض السريع للقلب، وقصر النفس.

وفقر الدم ليس مرضًا بحد ذاته، بل حالة تسببها مجموعة مختلفة من الأمراض والاعتلالات الجسدية. والأسباب الرئيسية لفقر الدم هي: 1- الانتاج غير الكافي للكريات الحمراء في الدم. 2- فقدان الدم. 3- التحطيم المفرط لكريات الدم الحمراء.

الإنتاج غير الكافي لكريات الدم الحمراء:

تموت كل يوم حوالي 8% من الكريات الحمراء في دم الإنسان. وإذا لم يستطع الجسم تعويض هذه الخلايا الدموية بالقدر نفسه، فسينتج فقر الدم حتمًا. ويتم إنتاج الكريات الحمراء الدموية في نقي العظم، وهو نسيج يوجد في مراكز العظام. وتتطلب هذه العملية توافر المعادن المختلفة والفيتامينات التي يتزود بها الجسم عن طريق الغذاء.

فقر الدم العوزي يحدث في حالة عدم احتواء الدم على كميات كافية من الحديد، أو فيتامين ب¢¡، أو حمض الفوليك، حيث تعتبر هذه المواد المغذية جوهرية لإنتاج كريات الدم الحمراء. ويحدث فقر الدم العوزي أيضًا إذا لم يستطع الجسم امتصاص هذه المواد الغذائية جيدًا. فمثلاً يحدث فقر الدم الخبيث عندما يتعذر امتصاص الفيتامين ب¢¡. ويعالج الأطباء المرضى الذين يعانون من فقر الدم العوزي بإضافة المواد المغذية المفقودة إلى الغذاء أو بالمعالجة عن طريق الحُقَن أو الأقراص الطبية.

فقر الدم اللاتنسجي يحدث إذا فقد نقي العظم قدرته على إنتاج كريات الدم الحمراء. وتحدث بعض الحالات بسبب الأمراض التي تؤثر على نقي العظم مثل ابيضاض الدم في مراحله الأولى. وتحصل الحالات الأخرى نتيجة التعرض للمواد الكيميائية أو الإشعاعية. ولكن هناك حالات كثيرة، ليس لها سبب واضح. ويتلقى المصابون بفقر الدم اللاتنسجي، المعالجة عن طريق عمليات نقل الدم المنظم، حتى يبدأ نقي العظم عندهم بالعمل جيدًا، والقيام بوظيفته المطلوبة. ولكن في حالات كثيرة لا يستطيع نقي العظم استعادة قدرته على القيام بدوره أبدًا، ولذلك يموت المريض.

فقدان الدم:

يستجيب الجسم للفقدان المفرط للدم بالحفاظ على الماء ليعوض الجزء السائل في الدم. ونتيجة لذلك، تتناقص النسبة المئوية للكريات الحمراء في الدم، ويحصل مرض فقر الدم. ويمكن أن يكون فقدان الدم سريعًا كما في حالات الجروح أو بطيئًا كما في حالة القرحة الدامية في المعدة. وتتطلب المعالجة إيقاف النزف الدموي وعند الضرورة إجراء عملية نقل الدم.

التحطيم المفرط لكريات الدم الحمراء:

يسبب انحلال الدم تحطيم (تكسر) كريات الدم الحمراء القديمة في الكبد والطُّحال. وإذا حدث هذا الانحلال بشكل أسرع من عملية إنتاج الكريات الحمراء الجديدة في نقي العظم، يحدث فقر الدم. وقد يحدث فقر الدم الانحلالي هذا نتيجة للنقص الوراثي في كريات الدم الحمراء، كما يمكن أن يكون مكتسبًا.

وتتضمّن الأسباب الوراثية لفقر الدم الانحلالي، فقر الدم المنجلي وفقر الدم الوراثي اللذين يؤثران في الجزء الهيموجلوبيني من كريات الدم الحمراء. والهيموجلوبين هو الجزيء الذي يجعل كريات الدم الحمراء قادرة على نقل الأكسجين. ويمكن أن تشمل بعض النواقص الوراثية غشاء الخلايا (الغطاء الذي يحيط بخلية الدم الحمراء) أو الأنزيمات في خلية الدم الحمراء. وكل هذه الأمراض والاعتلالات تنتج كريات الدم الحمراء الشاذة، وهي كريات يمكن تدميرها بشكل أسرع من الكريات العادية.

يحدث فقر الدم الانحلالي المكتسب إذا تم تحطيم كريات الدم الحمراء بوساطة الحروق البليغة أو البرودة القاسية. ويمكن أن يحدث أيضًا بعد التلوث. ويجعل التلوث أو العدوَى الجسم قادرًا ـ عادة ـ على إنتاج الأجسام المضادة التي تهاجم الجراثيم التي تدخل الجسم. وفي بعض الأحيان يفرز الجسم أجسامًا مضادة غير عادية تُسَمَّى الأجسام المضادة الذاتية وهي تهاجم كريات الدم الحمراء في جسم الإنسان نفسه. وتختلف معالجة فقر الدم الانحلالي، حسب السبب والدرجة، وتجاوب بعض الحالات مع العقاقير أو حالات نقل الدم. ويمكن للحالات الأخرى أن تتم السيطرة عليها بإزالة طحال المريض ؛ وهذه تسمى بعملية استئصال الطحال.

★ تَصَفح أيضًا: الدم ؛ هودجكين، دوروثي كراوفوت ؛ الخلية المنجلية، مرض ؛ فقر الدم الوراثي.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية