الرئيسيةبحث

الله أباد ( Allahabad )



الله أباد مدينة كبرى بولاية أتربرادش في شمالي الهند، عدد سكانها 990,298 نسمة وعدد سكان منطقتها الحضرية 1,049,579 نسمة. وتقع عند ملتقى نهري الجانج وجمنة، وعند تقاطع الطريق الرئيسي مع السكك الحديدية التي تربط بين دلهي وكلكتا وبومباي. وبالمدينة مطاران مدني وعسكري.

وهي مركز تجاري للمناطق الزراعية المحيطة، وتضمُّ أيضًا عددًا من الصناعات الخفيفة. وتعدُّ المركز الإداري لمقاطعة الله أباد. وهي أيضًا منطقة تشريعية، تعليمية ومركزٌ للنشر.

ومدينة الله أباد إحدى المدن المعظمة في الهند، ويعني اسمها مدينة الله. ويعتبر نهرا جمنة والجانج، حيث تقع المدينة، معظمين عند الهندوس، فهم يعتقدون أنهما يلتقيان بنهر خفي يدعى سارسواتي. وتسمى نقطة الالتقاء تريفيني، وهي منطقة معظمة بالنسبة للهندوس بشكل خاص، حيث يؤم المنطقة أفواج من الزوار لتطهير أنفسهم ـ كما يزعمون ـ بمياه هذه الأنهار الممتزجة. يأتي الكثير من الزوار إلى مدينة الله أباد في موسم الاغتسال وذلك خلال شهر ماغ ـ أحد الشهور الهندية (من منتصف يناير حتى منتصف فبراير). وخلال هذا الشهر يؤم المنطقة جموع غفيرة وتقام أسواق كبرى على الرمال. وتعرف باسم ماغ ميلا. تقيم مدينة الله أباد على رأس كل اثني عشر عامًا ـ أي عندما يحسون بأن مياه هذه الأنهار قد أصبحت مطهّرة بشكل خاص ـ أعيادًا كبرى تدعى كومب ميلا. يؤم هذه الأعياد ملايين من الزوار ـ وغالبًا أسرٌ بكاملها ـ من جميع أنحاء الهند.

المدينة:

الله أباد مكونة من مدينتين في مدينة واحدة. تتكون المدينة الهندية الأصلية القديمة من منازل مكدسة محشورة في بعضها ذات أزقّة ضيقة. أما المدينة العصّرية التي مازالت تتسع ؛ فقد بنيت على نمط متشابك. تم تخطيط المدينة أواخر القرن التاسع عشر الميلادي فوق أراضٍ انتزعها البريطانيون من الهنود بعد حروب استقلال الهند عام (1857م). تمتد شوارع الأسواق والفنادق والمنازل في محاذاة خط السكك الحديدية في هذه المدينة العصرية. ويمتد عبرها شارع عظيم في زوايا على الجهة اليمنى، وتقوم على جانبي هذا الشارع المباني الحكومية ومحطة السكك الحديدية، ومستشفى، وكاتدرائية إنجليكانية ومكتب البريد الرئيسي، والمطبعة الحكومية ومبنى المحكمة العليا القديمة، إضافة إلى الكاتدرائية الكاثوليكية الرومانية، وعدد من المتاحف، وجامعة الله أباد، والمركز التعليمي الرئيسيّ للمدينة. وتتكون الجامعة من مجمّع من المباني التي شيّدت على أنماط مختلفة.

تفاخر المدينة العصرية بوجود مساحة خضراء شاسعة يطلق عليها متنزَّه ألفريد. وتشتمل على ميدان للتنس، ومنصّة رائعة للفرق الموسيقية، ومكتبة لطيفة. وقد شيّدت الجسور عبر نهر جمنة عام 1885م ونهر الجانج في عام 1905 و 1912م. كما شُيِّد عبر هذه الجسور خط للسكك الحديدية وطريق يربطها بدلهي وكلكتا وبومباي حتى أواسط الهند والأسواق المحلية بالمدن. وقد شُيِّد جسر نهر الجانج عام 1912م بطول 2,082 م.

الاقتصاد:

تشتمل منتجات المحاصيل الرئيسية للمناطق الزراعية الواقعة حول الله أباد على السكر والقطن، كما تنتج الشعير والحمص والأرز والقمح، أما المناطق التجارية والأسواق فتقع عند تقاطع الطرق الرئيسية بالمدينة القديمة.

وتشتمل المناطق الصناعية في الله أباد على مصانع الزجاج، والفولاذ وصناعة المصابيح الكهربائية. تعتبر الله أباد ملتقى الحركة النهرية التي تمخر عبر نهري جمنة والجانج. يقع المطار المدني في الله أباد بالقرب من المدينة، عند بامرولي.

تعد الله أباد مركزًا مهمًا للنشاطات القانونية، وبها أيضًا صناعة الصحف والنشر والطباعة ومحطة للإذاعة، وكلها مجندة لخدمة المدينة والمناطق المحيطة بها.

نبذة تاريخية:

كانت هنالك مدينة قديمة في موقع مدينة الله أباد نفسه في عهد الإمبراطور أسوكا (273- 232 ق.م.). وحسب قول زائر صيني عام 643م سميت تلك المدينة براياج، أي مدينة القرابين، حيث كان الإمبراطور هارشا يمنح الهدايا العظيمة.

وفي الثمانينيات من القرن السادس عشر شيّد الإمبراطور المغولي أكبر، قلعة ضخمة من الحجر الرملي الأحمر تطل على سانجام (ملتقى نهري الجانج وجمنة) لحراسة الممرات النهرية إلى البنغال، حيث أقام في القلعة حاكم المحافظة المغولية التابعة لمدينة الله أباد، والمواطنون الرسميون والقوات المسلحة. انتعشت المدينة مرة ثانية، إلاّ أنها تعرف الآن باسمها الإسلامي الله أباد. وقد عمل سالم ابن الإمبراطور أكبر، الذي خلف والده وعرف باسم الإمبراطور جهانجير فترة قصيرة حاكمًا لمدينة الله أباد. وقد شيد حدائق خوسروباغ بالمدينة للمتعة، حيث تشاهد المقابر التي ضمّت ابنه الأمير خوسرو وأمه وأخته.

وخلال الفترة الواقعة بين عامي 1739 و 1797م، حكم المنطقة عدد من الحكام وذلك نتيجة الصراع على السلطة بين المغول المارثاس، حكام أوده ومجموعة شرقي الهند. وانتعشت الله أباد في عهد أورنكزيب، الذي أدخل إصلاحات اقتصادية كبيرة وفتح المدارس وشيّد المساجد ودُور العجزة. وفي عهد الإمبراطور ناصر الدين محمد شاه عمّ مدينة الله أباد الخراب على أيدي السّيخ والهندوس بمعاونة الإنجليز، وكان ذلك نذيرًا بسقوط الإمبراطورية المغولية كلّها.

شارك مسلمو الله أباد، تحت قيادة فتح الله خان الملقب بالسلطان تيبو، في المعركة التي دارت بين المسلمين والإنجليز عام 1214هـ، 1799م، وقتل السلطان تيبو في تلك المعركة، فوقف القائد الإنجليزي على جثته بعد المعركة وقال: ¸اليوم الهند لنا·. وأخيرًا استطاعت مجموعة شرقي الهند أن تحتل مدينة الله أباد كميناء نهري وآلت إلى البريطانيين عام 1801م.

أعيد ترميم قلعة الإمبراطور أكبر على الطراز الأوروبي كمستودع للأسلحة، وأصبحت بذلك قاعدة ساعدت البريطانيين على التقدم إلى جمنة وأكرا ودلهي. ومنذ عام 1836م أصبحت الله أباد جزءًا من المقاطعة التي كانت تحكم من أكرا.

وعندما انطلقت الانتفاضات ضد الحكم الإنجليزي في أتَربراديش عام 1274هـ، 1857م كان لمسلمي الله أباد دور بارز في قيادة الهجمات ضد الإنجليز.

وفي حروب استقلال الهند فقدت بريطانيا السلطة على شمالي الهند التي تمتد من باتنا حتى أكرا، إلاّ أن البريطانيين والسيخ نجحوا في الدفاع عن القلعة. وبعد تعزيز القوات أصبحت الله أباد قاعدة للإدارة البريطانية التي استطاعت إعادة شمالي الهند إلى النفوذ البريطاني. كما أصبحت الله أباد عام 1858م عاصمة للمحافظات الشمالية الغربية وأوده.

وفي عام 1306هـ، 1888م عقدت في الله أباد الجلسة الرابعة للمؤتمر الوطني للهند، وكان هذا المؤتمر يطالب باستقلال الهند الداخلي، ثم طالب مؤخرًا بالاستقلال التام.

وفي أواخر القرن التاسع عشر شيّد البريطانيون مدينة الله أباد العصرية في موقع شمالي المدينة الهندية القديمة وجعلوا منها مركزًا مهمًا للسكك الحديدية. أسست جامعة الله أباد عام 1305هـ، 1887م وأصبحت بذلك مركزًا ثقافيًا يجتذب الطلاب من مناطق بعيدة مثل كشمير والبنغال وغوجارات. وخلال هذه الفترة أُنْشِئتْ صحيفتان محليتان، الرائد، والقائد حيث أصبحتا قناتين تعكسان وجهات النظر الخاصة بالمواطنين الهنود والأوروبيين المقيمين بمدينة الله أباد على حد سواء. وقد عمل الكاتب الإنجليزي روديارد كيبلينج صحفيًا لصحيفة الرائد.

وفي أوائل القرن العشرين أصبحت الله أباد مركزًا للقومية الهندية وقد عقدت أول جلسة للمؤتمر القومي الهندي بهذه المدينة عام 1303هـ، 1885م.

وفي عام 1349هـ، 1930م عقد اجتماع الرابطة الإسلامية في الله أباد وألقى محمد إقبال أول بيان عبّر فيه عن مشاعر مسلمي الهند بتكوين دولة خاصة لهم في الهند.

وُلد ثلاثة من رؤساء الوزارات الهندية في الله أباد وهم جواهر لال نهرو، وأنديرا غاندي وراجيف غاندي. وقد تقرر أن تكون أناندبهوان، منزل أسرة نهرو، مفتوحة للجمهور باعتبارها متحفًا، وتقع في الجزء الشرقي من مدينة الله أباد.

★ تَصَفح أيضًا: الهند، تاريخ.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية