الرئيسيةبحث

الكحولية ( Alcoholism )



الكحولية مرض يصيب الإنسان حين تتملكه رغبة عارمة لتناول المشروبات الكحولية. ويعرف هذا الشخص بالمدمن أو الكحولي، فالشخص الذي يتناول المشروبات الكحولية قد يصير ثملاً في أوقات متفاوتة، لكن ذلك لا يجعله مدمنًا، إذ أن المدمن يشعر بأنه مُجبر على تناول الخمر.

ويأتي إدمان الكحول في المرتبة الثالثة للأخطار الصحية الرئيسية في عدة دول بعد أمراض القلب والسرطان. ونجد أن ثلثي إجمالي المدمنين من الرجال، لكن عموما نجد أن آثار الإدمان أكثر خطورة بين النساء. ويلجأ كثير من الناس إلى تناول المُسكرات هربًا لوقت قصير من القلق والإحباط والتوتر.

أسبابه:

تدل الأبحاث على أن إدمان الكحول كثيرًا ما يكون مصدره وراثيًا، أي أن الدافع الذي لا يُقاوَم بتناول الكحول هو صفة ممُيِّزة تنتقل من الوالدين إلى أطفالهما. ويعتقد بعض الباحثين أن مدمنين معينين قد يولدون بانخفاض معدل الإندورفين وهي مواد شبيهة بالمورفين توجد في الدماغ، ووظيفتها تلطيف مشاعر الانقباض والألم. ★ تَصَفح: الإندورفين. فالأشخاص الذين يفتقرون إلى كميات كافية من الإندورفين قد يتعاطون المسكرات قسرا للحصول على الإحساس بالسعادة. لكن تناول الكحول يؤدي فعلا إلى خفض معدل الإندورفين بدرجة أكبر، ومن ثم تزيد الحاجة إلى تعاطيه.

ويعتقد بعض الباحثين أن الضغوط النفسية، مثل الإجهاد، قد تؤدي إلى إدمان الكحول. ومن جانب آخر يعتقد المدمنون خطأً أن بإمكانهم جعل حياتهم سعيدة عن طريق تعاطي المشروبات الكحولية فقط.

أنواع المدمنين:

يصنف الخبراء ـ الذين يقرون بنظرية الإندورفين ـ المدمنين إلى ثلاث مجموعات :

المجموعة الأولى. تتميز بأن أفرادها يولدون مدمنين وذلك لأن لديهم خللاً وراثيًا في نظامهم الخاص بإنتاج الإندورفين. فهم يتعاطون الكحول لتعويض فقدان الإندورفين، لأن الكحول يخلق شعورًا وقتيًا بالسعادة. وفي نهاية الأمر يُضعف الكحول ـ وإلى حد بعيد ـ مقدرة الدماغ على إنتاج الإندورفين.

المجموعة الثانية. يلجأ أفرادها إلى تعاطي المسكرات تحت وطأة ضغوط الحياة. وقد ولدوا بكيمياء طبيعية في الدماغ، ولكن نتيجة لتعاطيهم الكحول للتخفيف من وطأة الشعور بالضغوط، تنخفض عندهم المعدلات الطبيعية للإندورفين، لذلك ينتابهم سلوك إدماني وقتي.

المجموعة الثالثة. تتميز بأن أفرادها يقدمون على الشرب بسبب تأثير المخدرات. وكيمياء الدماغ عندهم طبيعية، ولكن التعاطي المستمر للكحول يضعف مقدرة الدماغ على إنتاج كمية طبيعية من الإندورفين. فالتعاطي المستمر للكحول يؤدي إلى نقص في الإندورفين وإلى حدوث سلوك إدماني طويل المدى.

الآثار:

الكحول مخدر يُقلل من نشاط الجهاز العصبي، ويؤثر خاصة على مراكز التحكم في الدماغ. لذلك فالشخص الثمل قد يفقد السيطرة على نفسه ويتصرف بطريقة غير مقبولة لدى الآخرين. ويتعرض مثل هؤلاء الأشخاص للاضطراب الذهني، كما لا يستطيعون السير باستقامة أو التحدث بوضوح.

وقد يُحدث تعاطي الكحول بكميات كبيرة ولمدة طويلة آثارًا أكثر خطورة. فهناك حالة تُعرف بالهذيان (الرعاش)، وقد ينتج هذا المرض بعد امتناع الشخص المدمن عن تعاطي الكحول، مما قد يؤدي إلى الاختلال الذهني والهلوسة والارتعاش العنيف وفي أحيان كثيرة يؤدي إلى الوفاة.

وهناك حالة أخرى ترتبط بالإدمان تسمى متلازمة كوراسكوف. وتشمل أعراضها: الاختلال الذهني والهلوسة وشلل الأيدي والقدمين. وقد يعاني المصاب أيضا من فقدان الذاكرة ورواية قصص عن أحداث خيالية بطريقة يمكن تصديقها.

وقد يؤدي تعاطي المشروبات الكحولية المستديم إلى تَلَيُّف الكبد. ★ تَصَفح: تليف الكبد.

كما أن النساء اللائي يتعاطين الكحول بكثرة أثناء فترة الحمل قد يلدن أطفالاً يعانون من متلازمة الكحول الجنيني، ويكون حجم هؤلاء الأطفال عند ولادتهم ضئيلاً بصورة غير عادية وربما ولدوا متخلفين عقليًا.

العلاج:

يشمل الاهتمام بالحاجات الجسدية والعاطفية للمرضى. فالمريض يمر أولا بحالة تعرف بوحمة الإدمان (إحساس مؤلم بالحاجة الشديدة إلى شيء اعتاد تعاطيه)، وفي أثنائها يتم الامتناع عن تعاطي المشروبات الكحولية. ويعاني العديد من المدمنين من تقلصات عضلية وهلوسة أثناء هذه الحالة، وقد تستمر هذه الأعراض لأيام عديدة.

وتشمل إجراءات إعادة التأهيل علاج الفرد أو المجموعة أو الأسرة. وتقوم منظمات المتطوِّعين بدور مهم في مساعدة المدمنين وأسرهم في التغلب على مشاكلهم. ويشمل العلاج المستقبلي استخدام بعض المواد الكيميائية لزيادة مستوى الإندروفين في الجسم. أما الأطفال المدمنون فقد تكون وقايتهم من الإدمان ممكنة في النهاية باستخدام العلاج النفسي وفحص كيمياء سوائل الجسم ورسوم الموجة الدماغية.

حرم الدين الإسلامي الخمور والمسكرات بأنواعها، حرصًا على صحة المسلم، ووعيه ودوره في بناء أسرته ومجتمعه، لأن الخمور إضافة إلى المساوئ الصحية التي تسببها، تستنزف المال والجهد، وتهدم كيان الفرد والأسرة، وهذه أمور تؤثر في المجتمع تأثيرًا سلبيًّا.

★ تَصَفح أيضًا: الأنتابيوز ؛ الهذيان الارتعاشي ؛ سوء استعمال العقاقير.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية