البصرة ( al- Basrah )
البَصْرَة مدينة عراقية تقع جنوبي العراق بالقرب من التقاء نهري دجلة والفرات على بعد 130كم من الخليج العربي. وبذلك فهي تقع في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وفي المنطقة المعتدلة الدافئة. تسقط على البصرة كمية من الأمطار لا تزيد على 100ملم في السنة.
يبلغ ارتفاع البصرة عن مستوى سطح البحر حوالي 8 أقدام فقط (2,4م). وتتميز بموقعها الجغرافي الهام حيث تعد البوابة الرئيسية للعراق من جهة الجنوب مع دول العالم المختلفة. يمثل موقع البصرة نقطة التقاء شط العرب برأس الخليج العربي حيث تتجمع الطرق في جنوب العراق.
السكان:
تعدّ البصرة ثانية أكبر المدن العراقية بعد بغداد، والميناء الرئيسي للدولة. وهي عاصمة محافظة البصرة. وقد وصلت المدينة إلى مرتبة المدن المليونية خلال العقد الثامن من القرن العشرين الميلادي حيث بلغ عدد سكانها 1,540,000 نسمة في إحصاء عام 1977م، وخلال حرب الخليج العربي عام 1991م تعرضت مدينة البصرة للقصف العنيف مما تسبب في مغادرة الكثير من أهلها المدنيين واقامتهم في مناطق أخرى من العراق. ثم زاد إلى نحو المليونين عام 1993م.كانت مدينة البصرة تشغل المرتبة التاسعة عشرة بين المدن المليونية في العالم الإسلامي حسب إحصاء عام 1984م، كما يشكل سكان البصرة أكثر من عشر إجمالي عدد سكان العراق في الوقت الحاضر (10,91%).
نمو السكان:
تعدّ البصرة من أسرع المدن المليونية نموًا، فقد تضاعف عدد سكانها 81 مرة منذ بداية القرن العشرين. فقد كان 19,000 نسمة عام 1900م ثم أصبح 1,540,000 نسمة عام 1977م. وكان النصف الأخير من القرن العشرين أسرع فترات نموها السكاني، فقد تضاعف حجمها 25 مرة من 102,000 نسمة عام 1950م إلى 1,540,000 نسمة عام 1977م، بينما لم تزد إلا خمس مرات فقط خلال النصف الأول من القرن العشرين الميلادي من 19,000 إلى 102,000 نسمة بين عامي 1900 و1950م.تعرّضت البصرة لانخفاض حاد في عدد سكانها في بداية القرن العشرين عما كانت عليه في القرن التاسع عشر الميلادي، حيث انخفض عدد السكان إلى 19,000 نسمة عام 1900م بعد أن كان 40,000 نسمة عام 1800م و60,000 نسمة عام 1850م، لكنها عادت إلى التزايد السريع منذ بداية القرن العشرين.
بلغ معدل نمو المدينة منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين 52% سنويًا، مما أدى إلى مضاعفة عدد سكانها مرة كل سنتين فقط.
وشهد نمو سكان البصرة دورات من الزيادة والنقصان منذ بداية القرن التاسع عشر. ففي الفترة بين عامي 1800 و1850م زاد السكان بنسبة 150%، لينخفض في النصف الثاني من القرن التاسع عشر (1850-1900م) بنسبة 32%، ثم تعود الزيادة السكانية مرة أخرى في النصف الأول من القرن العشرين فتبلغ 537% بين عامي 1900 و1950م، كما تبلغ أقصاها 1,510% بين عامي 1950 و1986م.
الاقتصاد:
تتميز مدينة البصرة بوقوعها في منطقة غنية بحقول النفط جنوبي العراق، ولذلك تقوم فيها وبالقرب منها أكبر معامل تكرير النفط ومصانع البتروكيميائيات. كما تتميز المدينة بوجودها وسط منطقة غنية بأشجار النخيل مما أدى إلى قيام مصنع هام لتعليب التمور في المدينة.تتميز مدينة البصرة بمواصلاتها الجيدة مع بغداد وبقية المدن العراقية، وبها مطار صغير للخطوط الداخلية. كما يتميز ميناء البصرة بقدرته على استيعاب 12 سفينة، وبوجود رصيف خاص بالمنتجات النفطية عند منتية، ورصيف آخر لمنتجات المخصبات عند أبو فلوس.
البصرة أهم موانئ العراق، وبوابته الخارجية مع العالم، وترتبط بالطرق المحيطية المختلفة مع جميع أنحاء العالم، وهناك خدمات متصلة بين البصرة وموانئ الخليج العربي وموانئ شمال أوروبا.
التعليم:
للبصرة أهمية كبيرة كمركز تعليمي في العراق، ففيها توجد جامعة البصرة، إلى جانب العديد من المراكز العلمية والثقافية المتنوعة.نبذة تاريخية:
البصرة مدينة عراقية قديمة مشهورة شيدها عتبة بن غزوان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب سنة 14 وقيل 15هـ عند ملتقى دجلة والفرات. ويعرف ملتقاها بشط العرب. وكان قصد عمر بن الخطاب بذلك أن يتخذ للمسلمين مدينة يشتون بها ويستريحون من غزواتهم في بلاد الفرس. وقيل أن سبب تسميتها بالبصرة هو أن عتبة بن غزوان كتب إلى الخليفة عمر يستأذنه في تمصيرها ووصفها له بقوله (إني أرى أرضًا كثيرة القضة في طرف البر إلى الريف ودونها مناقع فيها ماء وفيها قصباء). فقال عمر (هذه أرض بصرة قريبة من المشارب والمراعي والمحتطب). ومعنى البصرة في اللغة العربية الأرض الغليظة الصلبة ذات الحجارة الصلبة.شهدت البصرة على مدى تاريخها أحداثًا تاريخية مهمة. ففي عام 35هـ كانت فيها وقعة الجمل الشهيرة بين علي وعائشة (رضي الله عنهما). ودخلت البصرة عام 75هـ في ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي. وسنة 101هـ دخلها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة. واستمرت الأحداث تتوالى على البصرة بمرور الزمن. وكانت في تلك الحروب والتقلبات قد خربت وأنشئت في مكان يبعد عن مركزها الأول 14 كيلومترًا إلى الشمال الغربي. وكان إنشاؤها في القرن الرابع عشر الميلادي.
وكانت البصرة في الماضي من أشهر المدن وأكثرها أدبًا وعلمًا وتجارة وعزًا وأجلها شأنًا وأبهجها مركزًا ولا سيما في أيام العباسيين الذين زادوا في عمارتها وشادوا فيها الأبنية الجميلة من صروح ومقاصير ومساجد. وكانت بعد بغداد في الأهمية والذكر. وكانت مركز التجارة بين العراق والبلاد الأخرى.
عُرفت البصرة أيضًا بدورها الكبير الذي أدته في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية. فقد كانت مساجدها ومدارسها تعج بحركة العلماء والفقهاء والأدباء. وخرج منها فطاحل علماء المسلمين وكبار فقهائهم. واشتهرت بأئمة المعتزلة. وظهرت فيها في القرن الرابع للهجرة مدرسة شهيرة ذاع صيتها في الآفاق، وعرف أصحاب هذه المدرسة بإخوان الصفا. ★ تَصَفح: إخوان الصفا. ودعيت البصرة قبة الإسلام. وكانت البصرة تناظر الكوفة في المذاهب العربية وهو أمر مشهور في كتب النحاة. ولذلك كانتا أشهر من أن تذكرا في صحة العربية وثقتها. وقال بعضهم حيثما وجد اختلاف بين البصريين والكوفيين، فمذهب البصريين أصح من جهة اللفظ ومذهب الكوفيين أصح من جهة المعنى.
وتحتوي مدينة البصرة على كثير من مشاهد وقبور بعض الصحابة رضوان الله عليهم. فمن المشاهد مشهد طلحة بن عبيدالله، ومشهد الزبير بن العوام. وفي البصرة قبر حليمة السعدية مرضعة رسول الله ﷺ. وفيها قبر أنس ابن مالك وفيها كذلك قبر الحسن البصري، ومحمد بن سيرين ومالك بن دينار وغيرهم من مشاهير هذه الأمة. وفي البصرة أيضًا قبور الصحابة الذين استشهدوا في وقعة الجمل.