الرئيسيةبحث

آدمز ، جون ( Adams, John )



جون آدمز
آدَمْز، جون (1735 - 1826م). قائد سياسي أمريكي، عمل تحت رئاسة جورج واشنطن، فكان أول نائب لرئيس أمريكي. ثم حل محله ليصبح الرئيس الثاني (1797 - 1801م). قاد آدمز الشعب الأمريكي الحديث التكوين خلال رئاسته، عبر مشكلاتها الخطيرة.

الفترة المبكرة من حياته:

ولد آدمز في برينتري (كوينسي حاليًا) بماساشوسيتس في 30 أكتوبر 1735م، وتخرج في كلية هارفارد في عام 1755م. وبعد أن عمل بالتدريس لمدة وجيزة، قام بدراسة القانون في وورسستر في ماساشوسيتس، ثم بدأ ممارسة مهنة المحاماة في برينتري عام 1758م، وبعد انقضاء عشر سنوات تحرك إلى بوسطن.

القائد السياسي للمستعمرات:

أدى آدمز دورًا قياديًا في معارضة السياسات الاستعمارية البريطانية في أمريكا، فكان أن انتخبه سكان بوسطن في عام 1771م واحدًا من ممثِّليهم في الهيئة التشريعية لشؤون المستعمرات، كذلك كان آدَمْز واحدًا من أربعة نواب يمثِّلون ماساشوسيتس في الكونجرس القاري الذي انعقد في فيلادلفيا في عام 1774م.

وفي الزمن الذي انعقد فيه الكونجرس القاري الثاني في عام 1775م، كان القتال قد اندلع بين سكان المستعمرات الأمريكيين من جهة والجنود البريطانيين من جهة ثانية، وكانت الثورة الأمريكية قد تَفَجَّرت، لذا فقد ألح آدمز على الكونجرس بشدة بوجوب استقلال المستعمرات.

عمل آدمز ابتداء من عام 1776م رئيسًا للمجلس القاري للحرب والمعدات الحربية. واختاره الكونجرس ليكون عضوًا في اللجنة التي عُهد إليها الإعداد لإعلان استقلال المستعمرات. ومن ثم قام آدمز بحث توماس جيفرسون ليضع مسودة الوثيقة، كما دافع عنها في المناقشة التي تلت ذلك. وفي الرابع من شهر يوليو 1776م اتخذ الكونجرس قراره بإعلان الاستقلال.

من دبلوماسي إلى رئيس:

اتجه آدمز إلى هولندا في عام 1780م لتعزيز الدعم السياسي والتجاري للجهد الحربي الأمريكي، وبعد عامين من العمل الشاق استطاع أن يحصل على الاعتراف بالولايات المتحدة دولة ذات سيادة، وحصل على قرض للدولة الجديدة.

وفي خريف عام 1782م انضم آدمز إلى جون جاي وبنجامين فرانكلين في باريس للالتقاء بممثلي بريطانيا وفرنسا للعمل على إعداد معاهدة سلام، ثم تَمَّ التوقيع على معاهدة تمهيدية في 30 من نوفمبر عام 1782م، ثم وُقِّعت تلك المعاهدة للمرة الثانية في الثالث من سبتمبر عام 1783م لتصبح معاهدة نهائية.

وفي عام 1785م رشح الكونجرس آدمز ليكون أول وزير (سَفِير) لدى بريطانيا، ثم عاد للولايات المتحدة الأمريكية في عام 1788م، ليُخْتَارَ نائبًا للرئيس، وكان ذلك في عام 1789م، ثم أُعيد انتخابُه للمنصب نفسه في عام 1792م.

وخلال المُدَّة الثانية لآدمز نائبًا للرئيس بدأت في الظهور جماعتان رئيسيتان، حيث قاد آدمز وألكسندر هاملتون جماعة الاتحاديين، وهي جماعة تؤيد قيام حكومة اتحادية قويَّة، في حين قاد توماس جيفرسون الجمهوريين الديمقراطيين في نضالهم من أجل الولايات.

وفي عام 1796م رشح الاتحاديون آدمز للرئاسة، بينما رشَّح الجمهوريون ـ الدِّيمقراطيون جيفرسون، وكان لكل ناخب في المَجْمَع الانتخابي في ذلك الوقت أن يدلي بصوته لاثنين من المرشحين للرئاسة، فالذي يأتي في المرتبة الثانية يصبح نائبًا للرئيس. وكانت النتيجة أن تفوَّق آدمز بفارق ثلاثة أصوات من أصوات المقترعين على نظيره جيفرسون. وبناء على ذلك أصبح أحد هذين المتنافسَيْن السِّياسيَّيْن رئيسًا، في حين أصبح الثاني نائبًا للرئيس.

إدارة آدَمْز:

(1797 - 1801). واجَهَتْ آدمز خلال فترة رئاسته مشاكل كثيرة نتيجة قيام الثورة الفرنسية (1789 - 1799م) خاصة بعد أن دخلت فرنسا وبريطانيا في حرب عام 1793م. وفي الوقت الذي تَقَلَّد فيه آدَمْز منصبه تقريبًا، أخذت السُّفُن الحربيَّة الفرنسية تهاجم السفن التجارية الأمريكية، فأجابت الولايات المتحدة بإنزال بضع سفن حربية جديدة إلى البحر.

كذلك تورَّطت الولايات المتحدة في الشؤون الأوروبية لأسباب فلسفية ؛ إذ كان جيفرسون يعتقد أن الثورة الفرنسية ثورة شعبيَّة، شأنها في ذلك شأن الحرب الثورية في أمريكا، لذلك أراد حِزْبُهُ أن يُسانِد الفرنسيين، غير أن هاملتون قاد كثيرًا من الاتحاديين في مطالبته بالحرب ضد فرنسا، بينما ظل آدمز مصممًا على أن يُبْقِي الولايات المتحدة على الحياد.

أرسل آدمز في عام 1797م عددًا من الوزراء إلى فرنسا للعمل على إبرام اتفاقية، إلا أن ثلاثة من المساعدين بالحكومة الفرنسية أساءوا للوزراء الأمريكيين بتقديمهم عروضًا شائنة، من بينها المطالبة برشوة. ولم يكشف عن هوية هؤلاء المساعدين، الذين لم يطلق عليهم إلا الرُّمُوز إكْس و وَاي و زدْ، وأصبحت الفضيحة تعرف باسم فضيحة إكْس واي زد.

لقد أحدثت فضيحة إكْس واي زد ثورةً عارمةً من الغضب في الولايات المتحدة، ولكن آدمز كان لايزال مصممًا على أن يحافظ على السلام، مما حدا به أن يرسل لجنة ثانية في عام 1799م إلى فرنسا، حيث توصلت الولايات المتحدة وفرنسا إلى تسوية سلميّة في هذه المرة. وعلى الرغم من أنَّ الموقف الحيادي الذي انتهجه آدمز قد أفقده مساندة حزبه، فقد ظل مؤمنًا بأن تجنب الحرب يمثل أعظم إنجازاته بوصفه رئيسًا.

واجه الاتحاديون نقدًا لاذعًا بسبب معارضتهم لفرنسا، التي كانت حليفة للأمريكيين خلال الثورة الأمريكية. وفي عام 1798م أجاز الاتحاديون قوانين ترمي إلى الحَدِّ من مثل ذلك النقد، ومنها اثنان من قوانين الأجانب يخوِّلان للرئيس سلطة إبعاد الأجانب أو سجنهم بمجرد أمر. أمّا قانون التحريض فقد جعل من النَّقْد الذي يُوَجَّه إلى الحكومة أو الرئيس أو الكونجرس جريمةً. هذا ولم يلجأ آدَمْز إلى تطبيق قوانين الأجانب قَطّ، إلا أن جماعة من الصحفيين الذين آزروا جيفرسون قد اعْتقلوا لمخالفتهم قانون التحريض. وقد أحدثت هذه القوانين عاصفة من الاستنكار.

وفي انتخابات عام 1800م حصل مرشحا الجمهوريين الديمقراطيين توماس جيفرسون وآرُون بور على 73 صوتا من أصوات الناخبين، بينما حصل آدَمْز على 65 صوتًا، لذا فقد اختار مجلس النواب جيفرسون رئيسًا.

في أواخر عام 1800م كانت الحكومة قد انتقلت من فيلادلفيا إلى واشنطن، فانتقل المرشح الديمقراطي آدمز إلى البيت الأبيض بالعاصمة الجديدة قبل اكتماله، وذلك قبل أشهر قليلة من انتهاء إدارته، وكان يقوم بالتَّعيينات في المناصب الحكومية لإدارته حتى آخر أيامه في الرئاسة. ويُعَدُّ تعيينه لجون مارشال رئيسًا للمحكمة العليا بالولايات المتحدة الأمريكية أهم هذه التعيينات. فقد ارتقى مارشال بالمحكمة العليا من هيئة ضعيفة لا يؤبه بها كثيرًا إلى فَرْع ثالث للحكومة يتميَّز بالندية والنَّشاط.

السنوات الأخيرة:

رجع آدمز لكوينسي بعد مغادرته البيت الأبيض، حيث كَرَّسَ نفسه لدراسة التاريخ والفلسفة والدِّين. وتُوفِّي هناك في الرابع من شهر يوليو 1826م ؛ وفي اليوم نفسه توفي أيضًا توماس جيفرسون.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية