الاختصار ( Abbreviation )
الاختصار شكل مختزل للكلمة أو العبارة يُستغنى فيه بالأحرف الأولى ليُعبِّر عن الكلمة أو العبارة كلها، مثل: (ص.ب) وتعني صندوق البريد، (سم) وتعني سنتيمتر، (جغ) وتعني جغرافيا، (عم) وتعني عمارة، (صلعم)، وتعني صلى الله عليه وسلم. ويُعد الاختصار والترخيم والاختزال من قبيل واحد، فكلُّها تهدف إلى الإيجاز.
يوجد الاختصار في كل اللغات المكتوبة، إلا أنه انتشر واتسع في اللغات الغربية الحديثة حتى يواكب الكم الهائل من المصطلحات والعبارات التي ترتبط بالعلم والتقنية التي تخرج لنا جديدًا صباح كل يوم، وقد دخلت إلى الاستخدام العربي كما هي ولم تنتظر المرور عبر مجامع اللغة. وليس من الغريب أن تسمع الآن اختصارات مثل أرامكو، تي بي، أوكي، اليونسكو، الإيدز، الأوبك ... إلخ.
ولا شك أن الاختصار كان محط اهتمام الأقدمين، في الكتابة على النقود، والنقوش القديمة وعلى الأضرحة عند بعض الملل. وقد كان للمسلمين سبق بعيد في ميدان الاختصار. فهناك رموز واختصارات لبعض الكلمات أو العبارات نجدها في المخطوطات القديمة ولاسيما في كتب الحديث. وهذا مما سبق فيه أسلافنا العرب وقلدهم في ذلك الفرنجة. وقد كثر الاختصار عند علماء الحديث وغيرهم كالذي صنعه الإمام ابن حجر العسقلاني في مقدمة تقريب التهذيب ؛ أو كما فعل الإمام السيوطي في الجامع الصغير . هذا سوى الإشارات والاختصارات المتفق عليها والتي جرى العمل بها منذ الأيام الأولى لتدوين الحديث. وبعد فلعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن اللغة كلها اختصارات، بمعنى أن أصواتها وحروفها تشير إلى معان اخترع لها الإنسان رموزًا.
ومن الواضح أن الاختصار يوفر على الكاتب والقارئ الوقت والحيِّز. ويستخدم المدرسون، وكذلك مصححِّو التجارب الطباعية، الكثير من الحيّز والوقت كما ترى ذلك جليا أيضًا في الجداول والقوائم والمجموعات الإحصائية والفهارس، وهوامش الكتب وحواشيها والسير الذاتية.
وقد أصبحت الاختصارات اليوم من الكثرة بحيث يمكن اعتبارها أساليب فنية قائمة بذاتها داخل اللغة. ويصدق هذا القول على المجالات العلمية وعلى مجال الرياضيات والعلوم وفي مجال الحاسوب على وجه الخصوص. فالاختصارات، في هذه المجالات، أصبحت لغة عالمية يستخدمها العلماء بغض النظر عن جنسياتهم. ولا يقتصر استخدام الاختصارات على هذه المجالات فحسب، فإننا نجد حاليًا قوائم كثيرة بالاختصارات التي تستخدمها الهيئات الوطنية للمواصفات والمقاييس وتشمل كل جوانب الحياة من تجارة وصناعة وأغذية وموسيقى... إلخ.
قائمة بالاختصارات التي ترد في بعض المعاجم والمراجع العربية | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
ويكثر توظيف الاختصارات في مجالات معينة من أشهرها: 1- أسماء المنظمات والهيئات الدولية أو المحلية، كما هو الحال في هيئة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها. 2-أسماء العناصر الكيميائية، مثل نح/نحاس، ك/كربون، ح/حديد... إلخ 3- الأوزان والمقاييس والعملة 4- الأسماء المركبة مثل (ص.ب) صندوق البريد. وغالبًا ما يفصل بين الحروف بنقطة. والطريقة الثانية نطق الحروف المختصرة في شكل كلمة مثل (إلخ)، (واس)، (سابك). والطريقة الثالثة أن تُنطق الكلمة التي يمثلها الحرف مثل: (هـ، هجرية)، (م، ميلادية)، (د. ت، دون تاريخ)، (ط1، الطبعة الأولى).
وستجد أن كثيرًا من المقالات الواردة في ثنايا هذه الموسوعة تحتوي على كثير من الاختصارات في القوائم والجداول والتعليقات على الصور والأشكال، كما سوف تجد مثل هذه الاختصارات داخل الموضوعات العلمية مثل سم، م، كم... إلخ.
نموذج من الرموز المستعملة في الكتب الإسلامية: الرموز المستعملة في كتاب الجامع الصغير للإمام السيوطي (ت 911هـ، 1505م) | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|