كان عدد سكان كورك في عام 1986م أعلى بنسبة 3% مما كان عليه في إحصاء عام 1981م. ارتفع عدد السكان في كورك منذ عام 1960م، وقد تباينت مؤشرات عدد السكان داخل المقاطعة، حيث انخفض عدد السكان في معظم أنحاء الجزء الغربي، وفي الأجزاء الوسطى من مدينة كورك وكذلك في عدة مدن أخرى. وبالمقابل، كان هناك نمو كبير في عدد السكان في ضواحي المدينة وفي المناطق المجاورة للمدن الكبيرة الأخرى. يعيش نحو 60% من سكان مقاطعة كورك في المناطق الحضرية، يعيش نصفهم تقريباً داخل مدينة كورك وحولها.
يبلغ سكان كورك من الروم الكاثوليك نحو 94%، أما الباقون فمعظمهم ينتمون للكنيسة الأيرلندية، كما أن هناك عددًا من الميثوديين وبعض المشيخيين. ويوجد البروتستانتيون بكثرة في جنوب غربي كورك. وتضم مقاطعة كورك ثلاث أسقفيات هي: كورك وكلوين وروس، حيث تتحد كلها تحت مظلة أسقف كورك في الكنيسة الأيرلندية مع الكاتدرائيات البروتستانتية. في كورك كنيسة القديس فنبار وكلوين ورس كاربري. ويوجد في كنيسة الروم الكاثوليك أساقفة منفصلون لكلوين وكورك وروس كما توجد كاتدرائيات في كوب وكورك وإسكبرين.
واللغة الإنجليزية هي لغة الحياة اليومية لكل سكان كورك تقريباً. وهناك عدد كبير من الناس يتكلمون الأيرلندية في مناطق غيلتاشت في جزيرة كلير، وفي الجزء الأوسط من الحدود الغربية للمقاطعة.
وفي الجنوب الغربي، يقام تجمّع ديني سنوياً في غورغين برّا حيث عاش القديس فنبار الكوركي، كما تقام في مدينة كورك مهرجانات سنوية للأفلام وموسيقى الجاز.
توجد في مدينة كورك مؤسسات عديدة للتعليم العالي، فالكلية الجامعية في كورك جزء من جامعة أيرلندا الوطنية، كما توجد كلية إقليمية للعلوم التطبيقية وكليات للآداب والموسيقى والتجارة والتكنولوجيا.
يمثل كورك في الديل أريان (مجلس النواب في البرلمان الأيرلندي) عشرون نائبا، نصفهم منتخبون من دائرتين انتخابيتين في مدينة كورك وضواحيها، في حين أن النصف الآخر يمثل ثلاث دوائر انتخابية هي الجزء الباقي من المقاطعة. ومدينة كورك، بلدة تتمتع بحكم محلي ذاتي ولها مجلس خاص بها. وهناك مجلس مقاطعة مسؤول عن الحكم المحلي لباقي مقاطعة كورك، كما توجد مجالس مقاطعات في كل من كلونكلتي وكوب، وفرموي وكنسيل ومكروم وملُّو ومدلتن وإسكبرين ويوغال.
يعمل سدس سكان مقاطعة كورك في الزراعة، وتتنوع طبيعة الزراعة في مختلف أجزاء المقاطعة. تشكل صناعة الألبان العمل الرئيسي، خصوصاً في الأراضي العشبية في الشمال والشمال الغربي. توجد الزراعة المختلطة بشكل أوسع في الأراضي الأكثر جفافًا في الشرق والجنوب، حيث تنمو المحاصيل القابلة للزراعة. ويشكل الشعير المستعمل لعلف الماشية المحصول الرئيسي، ولكن شعير الجعة والبطاطس وبنجر السكر والقمح مهمة أيضا. يربي المزارعون، في الشرق والجنوب، البقر للحومها بينما تنتشر تربية الماشية وصناعة الألبان في الجنوب الغربي. وتتراوح مساحة الأرض المستعملة لزراعة المحاصيل الزراعية، وللمراعي ما يزيد على 30 هكتارًا في الشرق وما يقل عن 15 هكتارًا في الغرب لكل مزرعة في مقاطعة كورك. والأراضي الزراعية في الغرب أقل خصوبة من الأراضي الواقعة في الشرق.
يعمل نحو خُمْس سكان المقاطعة في الصناعة وأكثر من نصف هذا العدد يعمل في مدينة كورك ومينائها وفي المناطق المجاورة. تشمل الصناعات في كورك صناعة الخبز وتخمير الجعة ونشر المطبوعات وصناعة المواد الكيميائية والملابس والحاسبات الآلية والأدوات الكهربائية والأثاث والدهانات والمنسوجات. ومن بين الصناعات الكبيرة في منطقة ميناء كورك، صناعة المواد الكيميائية في رنجاسكدي وكرجلاين ولتل آيلند وصناعة الأسمدة في مرينو بدينت وتكرير النفط في وايتغيت، وصناعة الفولاذ في هول بولاين. ويوجد تكرير السكر وتصنيع الألبان في ملُّو، كما توجد معامل لتصنيع الحليب في أماكن أخرى عديدة، من بينها: تشارلفيل ومتشلزتاون. ويشتغل أكثر من نصف العاملين بالتصنيع في مقاطعة كورك بشكل عام في هندسة الضوء والإلكترونيات وتصنيع الغذاء والصناعات الكيميائية.
يعمل أكثر من نصف سكان كورك في الصناعات الخدمية مثل الأعمال المصرفية والتعليم والصحة والتأمين والإدارة العامة وتجارة الجملة والتجزئة والسياحة والنقل، ويوجد كثير من أعمال الخدمات في مدينة كورك. والسياحة مهمة في المدن وعلى امتداد الساحل أيضًا، وخصوصاً في جنوب غربي المقاطعة حيث المناظر الطبيعية الخلابة.
تم التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي على مسافة من الساحل الكوركي في بحر السلت، حيث اكتشف الغاز الطبيعي وطور قرب كنسيل في السبعينيات، وهناك خط أنابيب ينقل الغاز إلى الشاطئ في مرفأ كورك ومن هناك إلى دبْلِن وأجزاء أخرى من البلاد حيث يستخدم في البيوت والمصانع، كما تعمل محطتان لتوليد الكهرباء في منطقة الميناء بالغاز. ويوجد مصنعان لتوليد الطاقة الكهرومائية على نهر لي.
ولصيد السمك أهمية كبيرة على امتداد ساحل كورك ـ خصوصًا ـ في الجزء الغربي. ويعتبر ميناء كاسل تاونبير ثالث أكبر الموانئ لصيد السمك في جمهورية أيرلندا، حيث توجد فيه صناعات تعليب الأسماك. وتشمل موانئ صيد السمك الأخرى بلتمور وبانتري وكوب وكنسيل ويونين هول. وتوجد الغابات بكثرة في مناطق المرتفعات كما يوجد متنزه حرجي في جوجين بارا.
تعتبر مدينة كورك أحد القطبين الرئيسيين في شبكة الطرق في المحافظة. حيث تتشعّب منها طرق أساسية نحو ووتر فورد، (أن 25) ودبلن (أن 8) لمريك (أن 20) وترالي (أن 22). أما الطرق الرئيسية الأخرى فتخدم كورك الغربية (أن 71) ووادي بلاك ووتر (أن 72). كما تتجه سكة الحديد الرئيسية من مدينة كورك إلى الشمال نحو دبلن لمريك وتوجد خطوط لسكة الحديد من ملُّو إلى ترالي وبين كورك وكوب.
وميناء كورك ميناء تجاري كبير، به عبّارات لنقل السيارات والركاب إلى فرنسا وويلز. وقديماً، كانت معظم السفن التي تمخر عباب الأطلسي تتوقف في كُب، كما كانت كُب نقطة المغادرة الرئيسية للمهاجرين الأيرلنديين. المبحرين إلى أمريكا الشمالية. ويوجد مقر قيادة الأسطول الأيرلندي في هولبو لاين المجاورة. كما توجد على مضيق بانتري المحطة النهائية لخط أنابيب النفط تحت الماء ولكنها لم تستعمل منذ عام 1979م عندما دمّرها انفجار وقع على ظهر إحدى ناقلات النفط. ويقع مطار كورك الدولي إلى الجنوب من المدينة.
تشكل حدود كورك الجنوبية والرئيسية تجويفها الساحلي على المحيط الأطلسي، تحدها كري من الغرب ولمريك من الشمال وتبريري ووترفورد من الشرق، وتبلغ أقصى مسافة من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي 150 كم، ومعدل المسافة بين الشمال والجنوب نحو 70كم.
أهم المعالم الطبيعية مجموعة من الوديان الطويلة. والحافات الجبلية تمتد من الشرق إلى الغرب. وأهم الوديان هي أودية الأنهار التالية: الوادي الأسود والبرايد واللي والباندن. وهذه الوديان تكون عريضة في أجزائها السفلى، ثم تصبح ضيقة عند أعلى النهر وفي اتجاه الغرب، كما أن بطون هذه الوديان تتكون من حجر الجير والطين الصفحي.
تتكون الحافات الجبلية من الحجر الرملي بشكل أساسي ويبلغ ارتفاعها في الجهة الغربية ما يزيد على 500م في بجرا ودرينا سغارث وشيهي وجبال كاها. ثم تنحرف الجبال باتجاه الجنوب الغربي لتشكل أشباه جزر تفصلها خلجان بانتري ودنمانس. أمّا ساحل كورك الغربي الوعر المتعرج بالتلال فرائع جدًا.
يقع الساحل الجنوبي الغربي لكورك في أكثر المناطق اعتدالا في أيرلندا. وقد ينمو العشب هناك طوال العام، كما تنمو بعض النباتات شبه المدارية. ويبلغ معدل درجة الحرارة في شهر يناير سبع درجات مئوية. أما في أقصى شمال المقاطعة، فإن درجة الحرارة تهبط إلى خمس درجات مئوية، كما يصل معدل درجة الحرارة في يوليو إلى 16°م. ويبلغ معدل هطول الأمطار السنوية 200سم على الجبال في الجهة الغربية، ويصل إلى أقل من 100سم في الجزء الجنوبي الشرقي.
تبين النُصب التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري، والحظائر الزراعية المحصّنة، والمواقع النصرانية القديمة، التاريخ الطويل لاستيطان الإنسان في كورك. كان في كورك دير للقديس فنبار في القرن السابع للميلاد، كما أنشأ الفايكنج بلدة كورك بمثابة مركز تجاري في القرن العاشر الميلادي. وحكمت عائلة أيرلندية تدعى مكارثي مملكة دزموند في الجزء الجنوبي من مونستر وهي الآن منطقة تغطيها مقاطعات كورك وكري. وبعد الغزو الأنجلو ـ نورمندي منح جزء كبير من هذه المنطقة إلى عائلة فيتزجيرالد التي حكمت دزموند وأصبحت بذلك أيرلندية تماماً.
بقيت مدينة كورك مركزًا للسلطة الإنجليزية. وفي أواخر القرن السادس عشر الميلادي، جرت محاولة لإنشاء مستوطنة مونستر من قِبَل المستعمرين الإنجليز. وكان من أشهر الذين حصلوا على أرض هناك السير والتر رالي الذي مُنح أراضي في يوغال. ثم خسر الأيرلنديون معركة كنسيل في عام 1601م. وفي القرن السابع عشر الميلادي، أصبح ريتشارد بويل، حاكم كورك قويًا جداً.
ومن أبرز البنايات في كورك القلاع والبيوت المحصنة والمنازل الفخمة. وأشهر القلاع في بلارني حيث يزعم الناس هناك أن حجر بلارني يمنح موهبة البلاغة لمن يقبله. ويرجع تاريخ قلعة تشارلز وقلعة جيمس إلى القرن السابع عشر. وقد أسس الأنجلو ـ نورمنديون مدينتي كنسيل ويوغال، ولكن معظم المدن الأخرى في كورك أنشأها المستعمرون الإنجليز الذين استقروا في المنطقة في القرنين السادس عشر والسابع عشر. وأدت المقاطعة دورًا بارزًا في حرب الاستقلال وفي أثناء الحرب الأهلية في العشرينيات من القرن العشرين الميلادي.
من بين الكتاب الكوركيين: فرانك أوكونور، وشون أوفاولين سومرفيل، وروس. ومن مشاهير الأشخاص الذين عاشوا في المقاطعة لبعض الوقت: الكاتب إدموند سبنسر والفيلسوف جورج باركلي وزعيم مذهب الاعتدال الأب ثيوبولد ماثيو.
★ تَصَفح أيضًا: أيرلندا.