جونو عاصمة ألاسكا تقع بين جبال لها انحدار شديد وميناء عميق رائع. الصناعات الرئيسية في المدينة تتمركز حول صيد الأسماك وتجهيزات اليخوت. |
وينقسم الإقليم الباسفيكي الجبلي إلى أقسام فرعية، ففي الجنوب الشرقي توجد أراضٍ ساحلية طولها 640كم تسمى يد مقلاة ألاسكا.وهي عبارة عن لسان أرض شبيه بيد المقلاة. وتوجد في هذا الإقليم الفرعي جبال عالية وحقول ثلجية. وتمتد من يد مقلاة ألاسكا نحو الشمال الغربي، سلسلة جبال سانت إلياس. ومنها ترتفع في اتجاه الشمال الغربي أيضًا جبال رانجل. وتمتد جبال تشوغاش وكيناي بجانب الساحل من سلسلة جبال سانت إلياس غربًا إلى شبه جزيرة كِينَال وجزيرة كُودياَك.
أما جبال تالكيتنا الواقعة إلى الشمال من أنكورج فهي سلسلة قليلة الارتفاع وعرة تشققت قممها بفعل الأنهار الجليدية. تعتبر سلسلة جبال ألاسكا ـ وهي تضم جبل ماكنلي ـ أبعد أجزاء سلاسل جبال المحيط الهادئ عن الساحل.
تمتد شبه جزيرة ألاسكا وجزر ألوشيان إلى الجنوب الغربي على هيئة سلسلة طويلة. وتبدو جبال الألوشيان هذه كالعمود الفقري لشبه الجزيرة، فهي تمتد بطول يبلغ 2,570 كم، وبها كثير من البراكين النشطة. تضم سلاسل جبال المحيط الهادئ بقعتين مهمتين من الأراضي السهلية المنخفضة.
تتكون سلاسل جبال الروكي في ألاسكا من سلسلة جبال بروكس ومنحدراتها. ولجبال بروكس قمم شديدة الانحدار جزَّأتها الأنهار الجليدية. ويقع في أقصى الشمال السهل الساحلي للمحيط القطبي الشمالي. ويقع تحت هذا السهل وبُسْمك يبلغ 300م مايسمى بِرْمَافرُسْت أي الأرض دائمة التجمد.
يبلغ طول ساحل ألاسكا بصفة عامة 10,686كم، وهو بذلك أطول من كل سواحل الولايات المتحدة مجتمعة. يحتل نهر يوكون ـ وهو أهم الطرق المائية في ألاسكا ـ المرتبة الخامسة بين أنهار أمريكا الشمالية من حيث الطول. وفي ألاسكا أيضًا آلاف البحيرات، أكبرها بحيرة إليامنا الواقعة في شبه جزيرة ألاسكا.
تنتشر في الوديان الواسعة والضيقة في ألاسكا آلاف الأنهار الجليدية، خصوصًا عند السواحل في الجنوب والجنوب الشرقي من الولاية. وكثير من هذه الأنهار يمكن الوصول إليها ودراسة أحوالها في سهولة.
يعمل كثير من السكان في مجال تجارة الجملة وتجارة التجزئة حيث تعتمد الأولى على النفط والأخشاب، فيصدَّر النفط بكميات ضخمة عن طريق ميناء فالديز الذي أصبح بذلك من أهم موانئ الولايات المتحدة، أما في مجال تجارة التجزئة فإن السياحة تعود على ألاسكا بمنافع كبيرة.
تأتي المنتجات الغذائية في مقدمة صناعات ألاسكا ؛ إذ تنتشر مصانع السالمون على الساحل. كما تُصَنع في مصافي النفط في الولاية كثيرمن المنتجات المشتقة من خام النفط المستخرج من آبار ألاسكا.كذلك يصنع الحرفيون سُترات من الفراء والمكلوكات وهي أحذية عالية الساق ناعمة الملمس من جلد عجل البحر، إضافة إلى مختلف المنحوتات من العاج واليشب ـ من الأحجار الكريمة ـ والخشب.
تتفوق ألاسكا على جميع الولايات الأمريكية في قيمة الإنتاج السنوي في مجال صيد الأسماك للأغراض التجارية. وينتج وادي ماتانوسكا الخصيب بالقرب من أنكورج حوالي ثلاثة أرباع ما تنتجه ألاسكا من المحاصيل الزراعية، وتأتي المنتجات الحيوانية بنحو ثلث صافي قيمة المنتجات الزراعية في ألاسكا. ويقوم الإسكيمو بتربية قطعان الرّنة للحومها ولجلودها.
لألاسكا إمكانات هائلة لإنتاج الطاقة الكهرومائية، وإن كان كثير منها ما يزال رهن الاستغلال. وأكبر المشروعات الكهرومائية ذلك القائم على سد سنيتيشام قرب جونو.
مد الطرق البرية والسكك الحديدية في ألاسكا صعب ويكلف كثيرًا من المال، ومن ثم فإن طريق ألاسكا، هو الطريق الرئيسي الوحيد الذي يربط بين ألاسكا وكندا والـ 48 ولاية، غير أن هناك 75 مطارًا بألاسكا. وتُوفر الطائرات الصغيرة التي يقودها طيارون يطلق عليهم طيارو الأدغال، الرابطة الوحيدة بين كثير من القرى المعزولة والعالم الخارجي.
وتعمل أنكورج كقاعدة لإعادة التزويد بالوقود بالنسبة للطائرات المسافرة على خط الطيران القطبي الذي يربط أوروبا بأمريكا الشمالية وآسيا. وتعتمد ألاسكا في معظم تجارتها مع الولايات الأخرى على سفن الحاويات، كما أنها تسيّر خطوطًا منتظمة للمعديات الضخمة.
أما في الرحلة الثانية التي قاموا بها عام 1741م فقد استطاعت جماعة بيرنج أن ترى جبل سانت إلياس في جنوب شرقي ألاسكا. وسرعان ما بدأ التجار والصيادون الروس يمارسون أعمالهم في هذا الإقليم. وفي عام 1784م أنشأ تاجر يُدعى غريغوري شيليكوف بجزيرة كُودْيَاك أول مستوطنة للبيض بألاسكا التي أطلق عليها اسم أمريكا الروسية.
وفي عام 1799م منحت روسيا امتياز التجارة في البلاد لمؤسسة تجارية روسية أمريكية. وظلت هذه الشركة طوال 68 عامًا تلت تمثل السلطة الحاكمة الوحيدة في ألاسكا. لكن أرباح تجارة الفراء أخذت تتضاءل تدريجيًا حتى صارت روسيا في أواخر الخسمينيات من القرن التاسع عشر الميلادي حريصة على بيع الإقليم.
اهتمت بعض الشركات الأمريكية بمناطق صيد أسماك السالمون الغنية في ألاسكا، فأنشأت عام 1878م أول مصانع لتعليب الأسماك في ألاسكا. وفي عام 1884م اعتبر الكونجرس الأمريكي ألاسكا مقاطعة ذات كيان مدني وقضائي، ومن ثم صارت لألاسكا قوانين ومحكمة اتحادية.
اكتشف المنقبون وجود الذهب عام 1896م في إقليم يوكون التابع لكندا في الموقع الذي يلي مباشرة حدودها مع ألاسكا، فهرع آلاف الناس إلى تلك المنطقة وأُنشئت بها كثير من المدن.و اجتذبت كشوفات الذهب مزيدًا من الناس قرب نومي عام 1899م وفي منطقة فيْربانكس عام 1902م.
نشأ بين الولايات المتحدة وكندا نزاع حول حدود ألاسكا، وبلغ هذا النزاع ذروته عام 1903م، حيث قررت لجنة دولية أن تقوم حدود ألاسكا الجنوبية الشرقية في الموضع الذي نراها عليه اليوم. وفي عام 1912م أصبحت ألاسكا جزءًا من أراضي الولايات المتحدة.
ظلّت كبرى الصناعات خلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين، هي صيد الأسماك والتعدين وتجارة الفراء. وربط خط السكك الحديدية الذي أُكمل عام 1923م سِيوارد وأنكورج بفيربانكس، كما أتاح التقدم في السفر الجوي الوصول إلى مجتمعات كانت فيما مضى معزولة عن الآخرين. وفي الثلاثينيات أنشأت الحكومة الاتحادية مستعمرة زراعية في وادي ماتانوسكا.
بعثت الولايات المتحدة بآلاف العمال إلى ألاسكا ليقوموا بتشييد وصيانة منشآت عسكرية أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945م).
وفي عام 1942م أنشأت الحكومة طريق ألاسكا البري، وفي نفس السنة ضرب اليابانيون بالقنابل ميناء دتش في جزر ألوشيان، كما قاموا باحتلال جزيرتي أتّو وكيسكا، وظلوا فيهما حتى عام 1943م. وصارت ألاسكا إحدى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1959م.
قامت الولاية خلال الستينيات بإدخال تحسينات في وسائل النقل. وفي مارس عام 1964م حدثت هزة أرضية (زلزال) لم يُعرف لقوتها مثيل في تاريخ أمريكا الشمالية. وكان ذلك في المنطقة المحيطة بمدينة أنكورج وفالديز. وقد أدت إلى وفاة 131 شخصًا.
نجحت شركتان للنفط عام 1968م في تحقيق أحد أعظم الاكتشافات في تاريخ الكشف عن النفط ـ كان ذلك في خليج برودفو على السهل الساحلي للمحيط القطبي الشمالي. واكتمل عام 1977م مدّ خط أنابيب طوله 300كم لنقل النفط عبر الولاية، وبدأ استخراج النفط.
قام الكونجرس الأمريكي بين عامي 1971-1980م بتخصيص مساحات كبيرة من الأراضي لأهل ألاسكا الوطنيين لأغراض حماية الموارد الطبيعية بالبلاد. وقد أدى الهبوط الحاد في أسعار النفط في أواسط الثمانينيات إلى ضعف اقتصاديات ألاسكا، وثار جدل عنيف بين المؤيدين لمساعي حماية الموارد الطبيعية وأولئك الذين يدعون إلى تنمية موارد أراضي الحكومة الاتحادية.
حدثت كارثة تسرب للنفط جنوبي ألاسكا عام 1989م. ففي يوم 24 مارس ارتطمت السفينة إكسون فالديز ـ وهي ناقلة يبلغ طولها 301م ـ بقاع البحر في مضيق برنس وليم. وتسرب منها 42 مليون لتر من النفط الخام، مما أدى إلى هلاك الأحياء البرية وإلى تلوث مئات الكيلو مترات من سواحل ألاسكا. تم إكمال عمليات النظافة عام 1992م بتكلفة بلغت 2 بليون دولار، ولا يزال العلماء يعملون لإعادة التوازن البيئي في المنطقة. وفي 1998م، افتتح مركز سيلايف بسيوارد الذي تم تمويل بنائه من تسوية حادث إكسون فالديز.
★ تَصَفح أيضًا: ألوشيان، جزر ؛ أنكورج ؛ الإسكيمو ؛ جونو.