الرئيسيةبحث

أرامكو السعودية ( Saudi Aramco )



الشيخ عبدالله بن سليمان وزير الماليةالسعودي الأسبق والسيد ل.ن.هاملتون، أثناءتوقيعهما اتفاقية الامتياز في جدة عام 1352هـ،
جانب من معمل الغاز في شدقم
فوهة البئر رقم 7، في حقل الدمام، وهي أول بئر أنتجت الزيت بكمية تجارية.
مبنى مركز التنقيب وهندسة البترول (إكسبك) في الظهران، والذي يعتبر ذروة التقدم التكنولوجي في صناعة الزيت والغاز.
أرَامْكُو السعودية أكبر شركة منتجة للزيت وسوائل الغاز الطبيعي في العالم. نشأت عام 1933م عندما تقدمت شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا ـ سوكال آنذاك ـ باقتراح للسماح لها بأعمال المسح التمهيدي للتنقيب عن النفط في منطقة الأحساء. وقام لويدن هاملتون ممثل الشركة بتوقيع اتفاقية امتياز التنقيب عن الزيت في جدة في صفر 1352هـ، مايو 1933م، وفي نفس العام حولت سوكال الامتياز إلى شركة كاليفورنيا أربيان ستاندرد أويل ـ كاسوك ـ التي غيرت اسمها عام (1363هـ، 1943م) إلى أرامكو. حصلت الحكومة السعودية عام 1393هـ، 1973م على 25% من ملكية المرافق والإنتاج لأرامكو. زادت هذه الحصة عام 1394هـ، 1974م إلى 60%، وفي عام 1401هـ، 1980م حصلت على الحصة الباقية ومقدارها 40%.

لم تكلل جهود الشركة في صيف عام 1354هـ، 1935م بنجاح، فقامت بحفر تسع آبار أخرى لكن دون جدوى. قررت الشركة تعميق البئر رقم 7. وقد سجلت هذه البئر نقطة التحول في تاريخ الشركة، وقيام صناعة الزيت في المملكة. فقد عثر على كميات كبيرة من الزيت فيها في محرم 1357هـ، مارس 1938م على عمق 1,441م في منطقة أُطلِق عليها اسم المنطقة الجيولوجية العربية. وبدأ تصدير الزيت الخام في العام نفسه، واختيرت رأس تنورة لتكون فُرْضة (ميناء) الشركة لاستقبال ناقلات الزيت.

بلغ عدد الحقول التجارية حتى عام 1403هـ، 1983م 48 حقلاً، منها 14 حقلاً في المنطقة المغمورة من الخليج، و 31 حقلاً على اليابسة، وثلاثة حقول ممتدة على اليابسة والمنطقة المغمورة هي: البري والقطيف ومنيفة. ويعد حقل الغوّار، الذي يبلغ طوله 241كم وعرضه الأقصى 40كم، أكبر حقل للزيت على اليابسة في العالم، كما أن حقل السفّانية ـ وهو أول حقل اكتشفته أرامكو في مياه الخليج ـ يعد أكبر حقل مغمور للزيت في العالم.

أدى برنامج التنقيب الواسع والحفر التحديدي الذي قامت به الشركة إلى زيادة في الاحتياطي الثابت وجوده في منطقة امتياز أرامكو بلغت 3,3 بليون برميل. وقد أتاحت تقنية المسح المغنطيسي التي تستخدمها الشركة الفرصة، لرسم صورة من التاريخ الجيولوجي للمناطق الجغرافية وسيلة فعَّالة للتنقيب التمهيدي، مما ساعد فِرق المسح الزلزالي على إنجاز أعمالها في المناطق الواعدة بالاحتياطات البترولية. وبالفعل وجدت اكتشافات مهمة في المنطقة الوسطى عام 1990م لخمسة حقول جديدة هي: الرغيب، والنعيم، والحلوة، والهزمية، والغنية، وكانت فاتحة تلك الاكتشافات في كل من الحوطة، والدلم. وفي مارس 1993م أعلنت الشركة عن اكتشاف للزيت في منطقة مدين على الساحل الشمالي للبحر الأحمر على مسافة 160كم غربي تبوك.


إحدى شاحنات المسح السسموغرافي تذرع صحاري المملكة العربية السعودية بحثًا عن الزيت والغاز.
أذرع التحميل تمتد إلى إحدى الناقلات الرَّاسية في فرضة التصدير بميناء ينبع.

استغلال الغاز الطبيعي:

لا يقتصر نشاط أرامكو السعودية على عمليات إنتاج الزيت الخام وتكريره وشحنه. ففي عام 1975م قامت أرامكو بتصميم وإنشاء وتشغيل مشروع لتجميع ومعالجة الغاز المرافق المستخرج من مناطق أعمالها، وفي العام نفسه صدر مرسوم ملكي بإنشاء الهيئة الملكية للجبيل وينبع. وتُشكِّل مرافق أرامكو في ينبع الأساس لشبكة الغاز الرئيسية.

تشمل شبكة الغاز الرئيسية أيضًا إنشاء وتشغيل خط أنابيب عبر المملكة لنقل سوائل الغاز الطبيعي والإيثان إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر ؛ حيث أنشأت أرامكو معملاً للتجزئة وفرضة (ميناء) للتصدير. وفي عام 1982م رست الناقلة كافنديش في هذه الفرضة البحرية لتحمل أول شحنة من الغاز. ★ تَصَفح: كافنديش. مثلما حملت نظيرتها د. جي. سكوفيلد أول شحنة من الزيت الخام من رأس تنورة عام 1939م. ويعد مركز التنقيب وهندسة البترول التابع لأرامكو السعودية المعروف اختصارًا باسم إكسبك أحدث إنجاز يتم في إطار مشروع ضخم بدأ عام 1934م. وهو أحدث إنجاز لأرامكو في أعمال تطوير المواد الهيدروكربونية. ويُمكِّن هذا المركز إدارة هندسة البترول من وضع برامج لإنتاج الحقول ومعالجة مشكلات الإنتاج باستعمال التقنيات المتوافرة في الظهران.

استخدمت فرق المسح السسموغرافي (عملية جيولوجية في باطن الأرض) لدى أرامكو ما يسمّى جبال التفجير مصدرًا للطاقة أول مرة عام 1401هـ، 1980م، وكذلك في التنقيب عن الزيت في المناطق المغمورة. وقد أدت عمليات الشركة في التنقيب عام 1981م إلى زيادة احتياطي الزيت بأكثر من ثلاثة بلايين برميل. وفي نفس العام بدأت أعمال تجهيز المعلومات في مجمّع الكمبيوتر التابع لمركز التنقيب والهندسة، ويعد هذا المجمّع من أكبر مراكز الكمبيوتر المعنية بعلوم الأرض في العالم، وهو مُصَمَّمٌ لمعالجة المعلومات السسموغرافية المستعملة في تحديد التكوينات الجوفية الحاملة للزيت والغاز.

تقنية الحفر لدى أرامكو:

تتطلب عملية الحفر وجود وسيلة لتكسير الصخور وتفتيتها تمهيدًا لثقبها واختراقها، ثم وجود وسيلة يُستعان بها على نقل الفتات إلى خارج البئر، ثُمَّ اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحيلولة دون حدوث انهيار في جوانب البئر، وللتحكم في الضغط الذي ينتج من جراء وجود الماء أو الغاز أو الزيت. وقد اتبعت أرامكو في عمليات الحفر أسلوب الحفر الرحوي، وفي هذا الأسلوب يربط المثقب في نهاية سلسلة من أنابيب الحفر الفولاذية، ويدور بوساطة قاعدة رحوية تدير عمود الحفر المضلع في أعلى عمود الحفر. وأثناء الحفر يُضَخُّ طين الحفر في البئر بمضخات خاصة، ثم يسحب مع فتات الصخور، وبذلك تتم عملية الحفر والتنظيف في وقت واحد. والغرض من استعمال طين الحفر في البئر منع تسرب الغاز أو الزيت أو الماء إلى سطح الأرض بفعل الضغط، ولتقليل حدة الخطر الناجم عن حدوث انفجار داخل البئر.


معظم حقول الزيت في المنطقة الشرقية، يتدفق منها الزيت تلقائيًا ؛ أي بتأثير قوة الدفع الناتجة عن الغاز المذاب. وينتقل الزيت مع الغاز المرافق من الآبار عبر خطوط الجريان إلى معامل فصل الغاز عن الزيت بتمريرها عبر سلسلة من الأوعية أو المصائد الفولاذية الأسطوانية أو الكروية الشكل. وتعد معامل الفرز في أرامكو من أكبر معامل الفرز في العالم. ويوجد بها مضخات تدار بمحركات تصل قوتها إلى 4,000 حصان آلي، وتدفع الزيت المنزوع منه الغاز جزئيًا إلى شبكة خطوط الأنابيب. أما الغاز فيرسل في معظم الأحيان إلى معامل حقن الغاز، ومعامل سوائل الغاز الطبيعي وشبكة الغاز الرئيسية. هناك عملية أخرى يخضع لها الزيت الخام المر، الذي يحتوي على غاز كبريتيد الهيدروجين السام، وهي عملية التركيز ؛ أي نزع هذا الغاز قبل ضخ الزيت إلى معمل التكرير أو مرافق التصدير في رأس تنورة والجعيمة وينبع. وقد أنشأت أرامكو لهذا الغرض معامل ضخمة لتركيز الزيت، أكبرها في بقيق.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية