الرئيسيةبحث

تايرون ( Tyrone )



أوماج العاصمة السابقة والمركز الإداري لمقاطعة تايرون، تقع عند نقطة التقاء نهري كامووين ودرمره. كما أنها مدينة صناعية تجارية وتخدم أيضًا السيّاح وعشاق صيد الأسماك.
تِايْرُون أكبر المقاطعات الست التي تكوِّن أيرلندا الشمالية، وتبلغ مساحتها 3,263 كم². وفي عام 1973م تم تقسيمها إلى مناطق إدارية هي دنجانون، أوماج وسترابان وجزء من مقاطعة كوكس تاون. وبلغ تعداد تايرون قبل هذه التغييرات، وطبقًا للتعداد الرسميّ في 1971م 139,073 نسمة، والآن لم تعد الحكومة تجمع أرقامًا لتعداد السكان القاطنين داخل الحدود القديمة للمقاطعة.

وتايرون مقاطعة في الداخل تحدها لندنديري شمالاً، ولونيا شرقًا ومقاطعة آرماه في الجنوب الشرقي، وتحدها من الجنوب الغربي الجمهورية الأيرلندية. والجزء الأوسط من المقاطعة يتكون من أراض منخفضة عبارة عن مستنقعات مستوية وأراض برية، بينما ترتفع قمة سَاوِيلْ من جبال سبرين في الشمال إلى 683م. والصخور المَحلية في الجنوُب عبارة عن صخور رملية أو جيرية في الغالب، أما المناطق المرتفعة التي تغطيها المستنقعات فغير خصبة، إلا أن هناك وديانًا خصبة يصرفها نهرا بلاك ووتر وبالينديري اللذان يتجهان شرقًا ليصبا في مضيق لونيا. أما في الغرب فنجد أنهار غلينيلي، وأوين كلو، وسترول تكوّن نظامًا مائيًا يلتقي بنهر مورن ثم يمر بمدينة سترابان ليصب في فويل أعلى مصبه العريض. وهناك أيضًا وادي كلوفر الواقع في جنوب المقاطعة وهو واد شديد الخصوبة، يضم أفضل الغابات والأراضي الزراعية في المنطقة.

صناعة الأجبان ومنتجات الألبان تعد من الأنشطة الاقتصادية الهامة في مقاطعة تايرون. يقع هذا المصنع في وادي كلافر في دنجانون.

الاقتصاد:

النشاط الزراعي هو النشاط الغالب في تايرون، حيث يوجد بها مئات المزارع الصغيرة المخصصة للمواشي ومنتجات الألبان وزراعة الشوفان والشعير والبطاطس وبذور الحشائش أو النخيل.

أهم المدن:

يوجد بمدينة أوماج التي كانت عاصمة المقاطعة سابقًا ومركزها الإداري، دار فخمة للمحكمة في هاي ستريت، وأوماج ملتقى رئيسي لطرقات تعبر وسط أيرلندا الشمالية. وهناك مدينتا دنجانون وكوكس تاون الواقعتان في الأراضي المنخفضة المحيطة بلونيا. ويمر خط السكك الحديدية الرئيسي المتجه من بلفاست إلى لندنديري عن طريق أوماج ببلدة دنجانون التي كانت يومًا ما مركزًا هامًا لصناعة التيل. أما حقل الفحم الحجري الذي اشتق منه اسم حقل جزيرة الفحم، فلم يعد ينتج الآن، غير أن الصلصال المرتبط بمناجم الفحم الحجري لايزال يستخدم في صناعة الطوب. وهناك مدن صغيرة أخرى منها: ستيوارتستاون، وفينتونا، وإسترابان وأوكناكلويْ.

نبذة تاريخية:

يوجد بتايرون الكثير من الآثار التي ترجع إلى عصور ماقبل التاريخ، بما في ذلك مدافن سكَان أيرلندا قبل مقدم الجنس الغيلي. والاسم الحاليّ للمقاطعة مشتقٌ من لفظتين في اللغة الأيرلندية هما تير وإيوهين اللتان تعنيان أرض (أو بلد) أوين، وأوين هذا هو ابن نيال من ناين هوستيجيز ملك ألستر الشهير في فترة ما قبل دخول النَّصرانيَّة.

مبنى المحكمة أحد أشهر معالم أوماج. وقد أسس في العقد الأول من القرن الثامن عشر الميلادي نموذجا مجردا للطراز الكلاسيكي الجديد الذي كان يفضله مهندسو المعمار في العصر الجورجي لتاثرهم بأعمال ونظريات بلاديو.
استمر حكم أسرة نيال تايرون من القرن الخامس إلى أوائل القرن السادس عشر الميلادي ـ عهد أسرة أونيل. وكان العديد من رؤساء هذه الأسرة يعقدون جلساتهم في تيليهوج بالقرب من دنجانون. واستمر هذا الجزء من ألستر وحتى حكم الملكة إليزابيث الأولى أكثر مناطق الإقليم تمسكًا بأصوله الغيلية، كما كان آخر جزء منها يخضع للتأثير الإنجليزي.

قام هيوأونيل الكبير ـ وهو زعيم أيرلندي نشأ في إنجلترا ـ بثورة على الملكة إليزابيث الأولى في أواخر القرن السادس عشر وبعد حرب استمرت تسعة أعوام استسلم أونِيلْ في 1603م وهو لا يدري أن الملكة قد ماتت قبل أيام قليلة من استسلامه. وباستسلام هيوأونيل انتهت المقاومة الغيلية في تايرون، وحطم القائد الإنجليزي ماونتجوي صخرة التتويج التي كانت تنتمي لأسرة أوُنيلْ. وقَبِلَ الأخيرُ اللقب الإنجليزي إيرل تايرون، كما وافق على إحلال القانون الإنجليزي محل قانون برهون الأيرلندي، إلا أنه تمكن فجأة من الفرار إلى أسبانيا في عام 1607م مع حليفة هيو أودونيل. وقد مكنت هذه الواقعة التي سميت فرار الإيرلات، الملك جيمس الأول من الاستعمار الزراعي لألستر، حيث أخذ يمنح قطعًا من الأرض لمستعمرين إنجليز وأسكتلنديين.

وبعد فرار الإيرلات استولى التاج البريطاني، على الأملاك الشاسعة لأسرة أونيل، وقسّمت أجزاء منها على مُستعمرين أسكتلنديين وإنجليز تعهدوا بزراعتها مع أجرائهم، إلا أنهم لم يتمكنوا من تنفيذ هذا التعهد بالكامل، واستمر الكثير من السكان الأيرلنديين الأصليين في أرضهم كمستأجرين ؛ وهذا يعد أحد عوامل النزاع الديني والسياسي القائم في الإقليم حتى اليوم.

وفي موقعة بنبيرب عام 1646م هزم الأيرلنديون بقيادة أوين رو أونيل جيشًا أسكتلنديًا بقيادة الجنرال روبرت مونرو هزيمة ساحقة. وفي عام 1782م كانت دنجانون مسرحًا لحدث من أهم أحداث التاريخ الأيرلندي عندما اجتمعت وفود الكنيسة الأبرشية بنواب مائة وثلاث وأربعين فرقة من المتطوعين الأيرلنديين مطالبين باستقلال البرلمان الأيرلندي، وكان من نتائج هذا الاجتماع أن تمكن هنري جراتان والوطنيون الأيرلنديون من تأسيس برلمان أيرلندي لم يصمد طويلاً، لأن قانون الاتحاد وضع نهايته عام 1800م.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية