الرئيسيةبحث

بنسلفانيا ( Pennsylvania )



بنسلفانيا إحدى الولايات الشرقية للولايات المتحدة الأمريكية. وهي مركز إنتاجي وصناعي كبير، وهي أيضًا ولاية تاريخية ؛ إذ كانت مسرحًا للثورة الأمريكية التي أدّت إلى استقلال الولايات المتحدة الأمريكية. عاصمتها هارسبيرج، وأكبر مدنها فيلادلفيا.

تقع فيلادلفيا في الجنوب الشرقي من بنسلفانيا. وهي كبرى مدنها الصناعية، كما أنها إحدى المراكز الثقافية والعلمية والمالية والتاريخية. وهي كذلك ميناء رئيسي. أمّا بتسبيرج الواقعة على نهر أوهايو غربي بنسلفانيا، فهي المدينة المهمّة التي يُستخرج منها الحديد. وتوجد في هيرشي أكبر مصانع الشوكولاتة والحلويات في العالم.

يجوب السائحون القطاع الجنوبي الشرقي من بنسلفانيا، الذي يعيش فيه سكان يعرفون باسم الهولنديين، الذين ينتمي معظمهم إلى المهاجرين الألمان. وقد سُمّوا هولنديين ؛ لأن الكلمة التي تدل على أصلهم دويتش، ومعناها: ألماني، قد حُرّفت. واشتهر هؤلاء القوم بإجادة الطبخ، وبالتصاميم الزاهية التي تظهر في كثير من مبانيهم وممتلكاتهم. وتسمّى جماعات منهم مثل الآميش والمينونايتس الناس البسطاء إذ إنهم يعيشون كما عاش أسلافهم، ويلبسون كما لبسوا، ولا يستخدمون السيارات ولا الهواتف ولا الكهرباء ولا الآلات الحديثة.

أدت بنسلفانيا دورًا مهمًا في تاريخ الولايات المتحدة القديم ؛ فقد أعلن فيها استقلال الولايات المتحدة ودستورها، ودارت على أرضها رحى إحدى معارك الحرب الأمريكية الأهلية (1861م - 1865م) وهي معركة جتسبيرج.


حقائق موجزة

السكان 11,924,710 نسمة.
المساحة 117,348كم².
المناخ متوسط درجة الحرارة في يناير 3°م، متوسط درجة الحرارة في يوليو 22°م.
الارتفاع أعلى بقعة جبل ديفز 979م. أقل بقعة ارتفاعًا: مستوى سطح البحر على امتداد نهر ديلاوير.
المدن الكبرى فيلادلفيا ( 1,585,577) نسمة، بتسبيرج (359,879) إيري (108,718)، ألن تاون (105,090)
المنتجات الرئيسة الزراعة. الحليب، الذرة الشامية، منتجات البيوت المحمية والمشاتل، البيض.
الصناعة :مواد كيميائية، أطعمة، معدات كهربائية، معادن خام ومنتجات معدنية، معدات النقل، طباعة.
التعدين ، فحم حجري، غاز طبيعي، أحجار.
أصل الاسم اكتسبت اسمها من وليم بن. وكلمة بنسلفانيا تعني غابات بِنْ.
اسم الشهرة ولاية حجر الزواية. ويرجع السبب في الاسم إلى أن بنسلفانيا كانت المركز أو حجر الزاوية بين الولايات الثلاث عشرة الرئيسية التي قامت عليها الولايات المتحدة.

منظر لمزرعة بمقاطعة لانكاستر وسط سهول بنسلفانيا بإقليم بيدمونت. تزخر هذه المنطقة الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي من الولاية بأراض زراعية غنية.

السطح:

غطّت الأنهار الجليدية الجزء الشمالي في ولاية بنسلفانيا إبان العصر الجليدي، الذي انتهى منذ نحو 10,000 سنة. وأدّت حركة الجليد إبان ذلك العصر إلى نشأة بعض مظاهر السطح الخلابة، وتغطي الغابات ثلاثة أخماس مساحة الولاية.

تنقسم بنسلفانيا إلى سبعة أقاليم برية رئيسية. ويغطي إقليم أراضي إيري المنخفضة أجزاء من ولايتي بنسلفانيا ونيويورك. وهذا الإقليم قطاع ضيق في الركن الشمالي الشرقي من بنسلفانيا على شواطئ بحيرة إيري. وتزدهر زراعة الخضراوات والفاكهة، لاسيما العنب في التربة الرملية.

إقليم هضبة الأبلاش يعرف أيضًا باسم هضبة أليغني، ويمتد من ولاية نيويورك حتى ولاية ألباما. وتقع أغلب أجزاء بنسلفانيا الشمالية الغربية ضمن هذا الإقليم. وتتكون هذه الهضبة من أودية ضيقة عميقة وسلسلة طويلة من التلال ذات القمم العريضة. وفي نهاية الهضبة من جهة الشرق تقف جبال أليغني. وتوجد في جنوب غربي بنسلفانيا أراضٍ مرتفعة غير مستوية تغطيها الصخور. وتوجد غرب هضبة الأبلاش حقول الفحم الحجري، والغاز الطبيعي والنفط. وتقع في شمال شرقي الهضبة جبال بوكونو التي يقبل السائحون على زيارتها كثيرًا.

إقليم سلسلة جبال الأبلاش وإقليم الوادي يمتدان من ولاية نيويورك حتى ألباما. ويكوِّنان الجزء الواقع من هذا الإقليم في بنسلفانيا الذي يشكِّل شريطًا عريضًا من الأرض، يمتد إلى شرقي هضبة الأبلاش وجنوبيها. وحيثما تلتقي السلسلة والوادي بالهضبة، يتكوّن حاجز طبيعي كبير. وعلى امتداد حد بنسلفانيا الجنوبي والشرقي، تنتشر بقعة خصيبة تُسمّى الوادي الكبير. وفي شمالي الوادي الكبير وغربيه إقليم مكوّن من مجموعات تلال طويلة متوازية وأودية تنتمي إلى مجموعة جبال الأبلاش، في شرقي الإقليم. وتُوجد حقول الفحم الحجري، وتكوينات من حجارة الأردواز.

إقليم بلوردج يمتد من جنوب بنسلفانيا حتى ولاية جورجيا. وتشكل هذه السلسلة في الجنوب الشرقي من حد ولاية بنسلفانيا الجنوبي الأوسط إقليمًا ضيقًا شبيهًا بإصبع اليد.

إقليم السفوح يعرف باسم بيدمونت، يمتد من نيوجيرسي إلى ألباما، ويغطي معظم الجزء الجنوبي الشرقي من ولاية بنسلفانيا. وتوجد به سهول متموّجة وتلال منخفضة غير منتظمة السلاسل وأودية خصبة.

إقليم مرتفعات نيو إنجلاند يمتد من بنسلفانيا إلى مين. ويبدو هذا الإقليم على هيئة سلسلة مستطيلة ضيقة في القطاع الشرقي من بنسلفانيا.

إقليم السهل الساحلي الأطلسي يمتد من نيويورك إلى جنوبي فلوريدا. ولكن الجزء الواقع منه في ولاية بنسلفانيا يبدو على هيئة قطاع ضيق من الأرض في ركنها الجنوبي الشرقي. والأقليم منخفض ومستو وخصيب.

الاقتصاد:

في بدايات القرن العشرين صارت بنسلفانيا مركزًا من أهم مراكز الصناعات الثقيلة في العالم. وشيّدت في بقاع كثيرة منها مصانع تنتج الحديد والفولاذ والآلات. وأنتجت مصانع الفولاذ في بتسبيرج إبان الحرب العالمية الثانية (1939م - 1945م) من الفولاذ أكثر مما أنتجته ألمانيا واليابان مجتمعتين. لكنَّ أهمية هذه الصناعة الثقيلة اضمحلت في نحو عام 1960م، وتمثِّل المواد الكيميائية والأطعمة المعلبة حالياً أهم منتجات الولاية. هناك شركات صيدلانية كبرى تعمل في منطقة فيلادلفيا وبتسبيرج. ومنطقة فيلادلفيا هي مقر إنتاج الأطعمة المعلبة الرئيسي، ومقر كثير غيرها من المنتجات المصنوعة. من المدن الصناعية الكبرى في الولاية ألن تاون وبيتليهم (بيت لحم) وإيري ولانكاستر وريدنج ووليمزبورت، ويورك. وتستخدم الصناعات الخدمية ثلاثة أرباع العمال في بنسلفانيا. وتؤدي الأعمال الأخرى مثل صناعات الأعمال، والشؤون المالية، دورًا رئيسيًا في اقتصاد الولاية. وتوجد الشركات المصرفية الكبرى في بتسبيرج. وفي فيلادلفيا سوق للعملات الأجنبية والأسهم، وعدد من الشركات القابضة الكبرى. كما توجد في مدينتي فيلادلفيا وبتسبيرج مراكز طبية مشهورة. وتمر عبر ميناء فيلادلفيا كميات كبيرة من البضائع الأجنبية لاسيما النفط المستورد.

توجد السياحة في فيلادلفيا على شواطئ بحيرة إيري، وفي جبال بوكونو، وفي منطقة الهولنديين. وتستفيد بنسلفانيا كثيرًا مما ينفقه السائحون في الفنادق وتجارة القَطَّاعي والمطاعم وبعض المتاجر.

يُسْتخرَج من شرقي بنسلفانيا كل الفحم الحجري الصلب انتراسيت، الذي تنتجه الولايات المتحدة، بينما يستخرج الفحم الناعم البتومين من أجزاء أخرى من الولاية. ويأتي الغاز الطبيعي في المرتبة الثانية بعد الفحم الحجري من حيث القيمة والمنفعة، وأغلب آباره توجد في غربي الولاية.

تغطي الأراضي الزراعية ثلث بنسلفانيا. وهي بذلك تتقدم الولايات الأخرى في إنتاج الألبان. ومن أغلب محصولاتها الذرة الشامية والقش (العشب الجاف)، الذي يستخدم علفًا للماشية.

نبذة تاريخية:

استقر الهنود في إقليم بنسلفانيا قبل البيض بمئات، وربما بآلاف السنين. ولما جاء المكتشفون البيض الأوائل إليها وجدوا قبائل الفونكو والأروكو مستقرة هناك.

كان السويديون أول البيض الذين استقروا في الإقليم، واتخذوا لهم مستعمرة. لكن الهولنديين استولوا عليها عام 1655م، واحتفظوا بها إلى 1664م، حيث استولى عليها الإنجليز. وفي عام 1681م وهب ملك إنجلترا تشارلز الثاني الإقليم إلى وليم بِنْ، سدادًا لدين والده. وكان وليم بن هذا من طائفة الكويكرز، وكان من رأيه أن يكون أهل بنسلفانيا أحرارًا فيما يعبدون ويعتقدون.

دخل الإنجليز في الفترة من أواخر القرن السابع عشر إلى منتصف القرن الثامن عشر الميلاديين في حروب متعددة ضد الفرنسيين وحلفائهم الهنود في القتال، الذي بدأ عام 1754م في غربي بنسلفانيا ضد الفرنسيين والهنود للاستيلاء على إقليم نهر أوهايو والمناطق الداخلية من القارة. وانتهت الحرب عام 1763م بانتصار البريطانيين. فرضت بريطانيا في منتصف القرن الثامن عشر ضرائب جديدة وقيودًا تجارية على مستعمراتها الأمريكية، فاجتمع قادة المستعمرات لمناقشة وسائل مقاومة تلك القيود. انعقد مؤتمرهم الأول المؤتمر القاري في فيلادلفيا في الخامس من سبتمبر عام 1774م، وصوتوا لإيقاف التجارة مع بريطانيا.

بدأت الثورة الأمريكية في أبريل 1775م، وفي مايو اجتمع المؤتمر القاري الثاني في فيلادلفيا كذلك، وصوّت للاستقلال عن بريطانيا، ثم تبنى المؤتمر إعلان الاستقلال في الرابع من يوليو عام 1776م.

استولت القوات البريطانية على فيلادلفيا، وظلت تحتل المدينة إلى يونيو 1778م، وقضى الجنرال الأمريكي جورج واشنطن وقواته فصل الشتاء القارس وفصل الربيع في عام 1777م - 1778م في فالي فورج. واجتمعت الهيئة الدستورية الجمعية التأسيسية في فيلادلفيا عام 1787م، وصارت بنسلفانيا المدينة الثانية التي توافق على الدستور، كما صارت فيلادلفيا العاصمة القومية من 1790م إلى 1800م. أصبحت بنسلفانيا بعد الثورة الأمريكية المركز القومي للتقدم الصناعي.

كثير من أهالي بنسلفانيا كانوا قادة في حركة إلغاء الاسترقاق. وساندت بنسلفانيا اتحاد إلغاء تجارة الرقيق. والتقت قوات الاتحاد بقيادة الجنرال جورج ميد في الأول من يوليو 1863م بجنود الاتحاد الكنفدرالي بقيادة الجنرال روبرت لي في جتسبيرج جنوبي بنسلفانيا. وتراجع لي إلى فيرجينيا بعد معركة دامت ثلاثة أيام، قُتل فيها عدد كبير من الجانبين. وفي التاسع عشر من نوفمبر ألقى الرئيس إبراهام لنكولن بيان جتسبيرج المشهور، أثناء احتفالات أقيمت على أرض المعركة.

انتعشت بنسلفانيا بعد الحرب، وازدهرت الصناعات القائمة فيها آنذاك، وظهرت صناعات جديدة، ودخل الولاية آلاف من المهاجرين. ولكن التوسع الصناعي تبعته مشكلات عمالية ؛ فقد كوّن العمال اتحادات، وأضرب عمال السكك الحديدية.

بعد دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى عام 1917م نمت الصناعة والتعدين نموًا عظيمًا، غير أن الأزمة الاقتصادية الكبرى التي حلت في الثلاثينيات، أفقدت آلاف العمال البنسلفانيين وظائفهم، مما اضطر حكومة الولاية والحكومة الفيدرالية إلى سنِّ قوانين ووضع برامج لتخفيف الضائقة.

استرد اقتصاد بنسلفانيا عافيته أثناء الحرب العالمية الثانية ؛ حيث أنتجت الولاية كميات ضخمة من البضائع للقوات المسلحة.

اتجهت بنسلفانيا في منتصف القرن العشرين إلى التحديث في ميادين كثيرة، بما في ذلك النقل وتنمية الحواضر. نشأت مشاكل اقتصادية في الخمسينيات في الولاية، التي واجهت تدهورًا في صناعة الحديد والفولاذ والفحم الحجري والسكك الحديدية والمنسوجات.

وفي عام 1979م وقع حادث في محطة جزيرة ثري مايل النووية، التي تقع بالقرب من هاريسبيرج، وكاد الإشعاع الذري أن يتسرب إلى المنطقة، إلا أن العلماء والفنيين حالوا دون وقوع الكارثة.

تدهورت صناعة الصلب في تسعينيات القرن العشرين، ولذلك تحولت مدن كثيرة في بنسلفانيا إلى الصناعات الخفيفة والصناعات التي تُستخدم فيها التِّقْنِيَّات الحديثة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية