الرئيسيةبحث

تسلق الجبال ( Mountaineering )



متسلق جبال يهبط من فوق قمة ثلجية عن طريق مد الحبل رأسيًا.
تسلق الجبال رياضة تقوم على تسلق قمم الجبال، أو التجول في المناطق الجبلية.

يتسلق الناس الجبال لأسباب عدة، منها انجذاب عدد كبير إلى التحدّى المتمثل في صعود مختلف المنحدرات التي تتصف بالصعوبة والمخاطر. ويتسلق بعضهم الآخر الجبال حبًا في الحياة الخلوية وجمال الطبيعة.

يُشبع تسلق الجبال إحساس الفرد بالمغامرات والاعتماد على النفس، ويستمتع الكثير من الناس، بالمشاركة في الصحبة والخبرة مع متسلقي الجبال الآخرين.

ويجب على متسلق الجبال المبتدئ أن يقوم بدراسة الكتب التي تصف الأساليب التقنية المختلفة لتسلق الجبال. ولكن أفضل وسيلة يمكن من خلالها تعلّم هذه الرياضة تكون عن طريق الممارسة. كما أن بعض الناس يتصفون بمهارات التسلق الطبيعية، ولكنهم لا يصبحون متسلقين مهرة، إلا بعد أن يتلقوا تدريبات شاقة على تسلق الجبال، والتي يجب أن تستمر عدة مواسم.

اثنان من متسلقي الجبال يقومان باستخدام طريقة التثبيت وهما يعبران جانبًا جبليًا شديد الانحدار باستخدام الرزات والمطارق.
يتخصص بعض متسلقي الجبال، الذين يتصفون بالموهبة العالية في التسلق المنفرد، دون الحاجة إلى استخدام معدّات خاصة، إلا أن معظم مهام التسلق الجادة، تقوم بها مجموعات من المتسلقين تتكوّن من شخصين أو ثلاثة أشخاص. إلا أن عدد أفراد فرق التسلق في المهام الكبيرة، يكون أكبر من ذلك بكثير. ويؤكد متسلقو الجبال على أهمية التدريب واكتساب الخبرة عن طريق زيادة صعوبة التسلق بالتدريج. والسبب في ذلك أن حياة متسلقي الجبال تتوقف في كثير من الأحيان، عند مواجهتهم بعض مناطق التسلق الوعرة، أو عند مواجهة مشاكل غير متوقعة، على خبرة ومهارة باقي أعضاء الفريق.

يبدأ معظم الراغبين في تعلّم تسلق الجبال مهمتهم عن طريق الانضمام إلى مجموعة تسلق أو ناد محليّ يوفر لهم دورات تسلّق منتظمة، وتوجد هذه الأندية بكثرة في المناطق التي تتوافر فيها إمكانات التسلق، وعلى وجه الخصوص في أوروبا وفي أمريكا الشمالية. وعادة ما يكون هناك ارتباط بين هذه الأندية وأندية التسلق الوطنية بمختلف البلدان. كما توجد أندية التسلّق في بعض المناطق الحضرية في مراكز رياضية متخصصة، يتم فيها بناء جدران مصممة بكيفية تناسب تدريب المتسلقين. وقد بدأت ممارسة تسلق الجبال، بصفتها أحد أشكال الرياضة الترويحية في أوروبا، حوالي القرن التاسع عشر الميلادي. وقد أسّست مجموعة من متسلقي الجبال نادي الألب في لندن عام 1875م. وكان الهدف منه تشجيع ممارسة رياضة التسلق بطريقة منتظمة.

في أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بدأ متسلقو الجبال يحاولون تسلّق قمم الجبال التي لم يتم تسلقها من قبل في بعض القارات الأخرى، كجبال الأنديز وجبال الروكي وأخيرًا جبال الهملايا. وقد حدثت أشهر عملية تسلق في التاريخ عام 1953م. ففي ذلك العام نجح النيوزيلندي إدموند هيلاري، والنيبالي كنريج تورجاي في الوصول إلى قمة جبل إيفرست، أعلى قمم الجبال في العالم.

أنواع تسلق الجبال:

هناك ثلاثة أنواع أساسية لتسلّق الجبال هي: 1- تسلق الصخور، 2- تسلق الثلوج والجليد، 3- التسلق المختلط. ولكل نوع من هذه الأنواع مهماته وتقنياته الخاصة.

تسلق الصخور. يشمل الصعود على المنحدرات الصخرية للهضاب والجبال. ويشيع تسلّق الصخور بين المبتدئين الذين يتدربون على تسلق الهضاب القريبة، التي لا يشكل تسلقها قدرًا بالغًا من الصعوبة. ويجب أن يتعلّم متسلقو الجبال الاستخدام الصحيح للمعدات الأساسية، بما في ذلك الحبال وبعض الأدوات الخاصة مثل الرزة الجبلية ومشبك الحبل ودليل الحبل. ومشبك الحبل هو مشبك مصنوع من سبيكة خاصة يستخدم لربط المتسلق بحبل أو ربط الحبل برزة جبلية، ودليل الحبل صامولة يتم إدخالها في الشقوق وتثبيتها في الحبال. ويستخدم كثير من متسلقي الجبال الدليل بدلاً من الرزة الجبلية.

تسلق الثلوج والجليد. يتم التسلق في الشتاء على الثلوج أو في الأخاديد الثلجية أو المنحدرات المكسوة بالثلج والجليد. ويجب أن يتعلّم المتسلقون المبتدئون كيفية استخدام مسامير التسلق التي تثبت في نعال الأحذية، حتي تساعد على تثبيت الحذاء في الجليد أو الثلج الصلب. كما يجب عليهم أيضًا التدرُّب على كيفية استخدام بلطات ومطارق ومسامير قلاووظ الثلج التي تؤدّي مهمّة الرَّزة في الجليد، كما يجب أن يتعرّف المتسلق على التغيرات التي تطرأ على الثلج والجليد في مختلف الظروف.

التسلق المختلط. يجمع بين كل من عناصر تسلّق الصخور، وتسلّق الثلوج والجليد، ويجب أن يتدرّب متسلق الجبال على مواجهة كل من المناطق الصخرية الوعرة، بالإضافة إلى الثلوج والجليد والمنحدرات الخطرة. ونتيجة لذلك فإن التسلّق المختلط يتطلب توافر أعلى قدر من الخبرة.

إجراءات السلامة:

يوفر التسلق المتعة والإثارة للرجال والنساء. ومن الممكن توافر عنصري الاستمتاع والسلامة بالتدريب الجيد. وأهم عناصر السلامة هي الحكم الصحيح والخبرة والمهارة، وبالإضافة إلي ذلك يجب أن يحرص متسلقو الجبال على رفع مستوى لياقتهم البدنية، والمحافظة على مستواها بصورة مستمرة ؛ لمواجهة متطلبات التسلق الشاق، نظرًا لأن أفضل المتسلقين ربما يتعرّض للمخاطر أو يلقى مصرعه. إلا أنّ حوادث تسلّق الجبال نادرة الحدوث، وعادة تصيب المتسلّقين الذين لم يحصلوا على قسط وافر من التدريب والخبرة.

يجب أن يتم التسلق مع رفيق أو في وسط مجموعة، إذ أن أفضل المتسلقين هو الذى يمكن أن يجازف بممارسة التسلق بمفرده. إلا أنه يجب ألا يقدم على ذلك، إلا بعد إعلام بعض المتسلقين المتمرسين بالطريق الذى سيسلكه. ويجب على المتسلقين أن يكونوا على دراية بأخطار الانهيارات الجبلية والطقس السيء. كما يجب أن يكونوا على إلمام تام باستخدام المهمات الصحيحة الخاصة بالجو البارد والمناطق النائية، وأن يعرفوا إجراءات نصب المعسكرات. والأهم من ذلك أن يتحلى المتسلقون بنفاذ البصيرة بحيث يعودون عندما تصبح الظروف صعبة للغاية.

ويجب أن يتمرّس المتسلّقون جيدًا على إجراءات السلامة، وخاصة الثبات وهو طريقة خاصة للتوقف عن السقوط في حالة انزلاق المتسلق أثناء صعوده أو هبوطه أحد المنحدرات. حيث يمضي القائد في البداية بينما يرخي رفيقه أو رفاقه الحبل من موقع ثابت. في أثناء التقدم، يربط القائد الحبل في نقاط ثابتة، سواء في صخرة ناتئة أو في دليل حبال أو رزة جبلية مثبتة في الصخرة. وتوفر هذه الوسيلة السلامة إلى أن يتمكن القائد من الوصول إلى الإفريز الصخري ويمكنه تثبيت باقي المتسلقين.

★ تَصَفح أيضًا: جبال الألب ؛ إيفرست، جبل ؛ هيلاري، السير إدموند بيرسيفال.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية