الرئيسيةبحث

المصعد ( Lift )



المصعد آلة الانتقال التي تحمل الناس والبضائع من طابق إلى طابق في مبنى من المباني. وتعني عادة المقصورة التي يُنقل بوساطتها الناس أو البضائع. ولكن المصطلح يرمز أيضًا للجهاز الذي يحكم حركة المقصورة، بأكملها. وتتحرك المقصورة إلى أعلى أو إلى أسفل داخل ممر رأسي له قضبان من الفولاذ تمنع الحركة جانبيًا. ويسمى المصعد رافعًا.

وقد أدى التطوّر في المصاعد إلى تشييد ناطحات السحاب. فقد مكنت المصاعد المعماريين من تصميم مبان أعلى لأن الناس لم تعد في حاجة إلى صعود السلالم ليصلوا إلى الطوابق العليا.

وتعمل مصاعدُ الركّّّاب ومصاعد البضائع في العديد من الأمكنة، وتخدم أغراضًا متنوعة. فمصاعد الركاب التي تُشاهَد عادة في المباني الإدارية والسكنية يمكنها أن تحمل ما بين 900 و 1,800كجم. و يمكن لبعض مصاعد البضاعة أن تحمل ثقلاً كبيرًا مثل 45,000كجم.

يوجد أكثر من مليوني مصعد في العالم، ومنها حوالي 390,000 في الولايات المتحدة وكندا. وتحمل المصاعد في الولايات المتحدة وكندا إجمالاً حوالي 350 مليون راكب يوميًا.

مصعد سحب دون تروس، أعلاه، بكبلات من الفولاذ تسمى حبال الرفع تدور حول بكرة. فعندما تتحرك البكرة بقوة الكهرباء ترفع الحبال المقصورة أو تنزلها.

كيف تعمل المصاعد:

تشتغل معظم المصاعد أوتوماتيًا. وقليل منها تُشغل بوساطة عمال التشغيل الذين يركبون داخل المقصورات. ويستطيع الشخص أن يُحضر المصعد إلى طابق معين بالضغط على زّر في الحائط خارج الممر. وتنفتح أبواب المصعد تلقائيًا بعد أن تصل المقصورة إلى الطابق المطلوب، وتقفل بعد أن يدخل الراكب. ثم يضغط الراكب على زّر ليحدد الطاّبق الذي يرغب في أن يقف عنده المصعد، و تقف المقصورة عند جميع الطوابق التي يرغب الركاب أن يركبوا منها أو ينزلوا فيها.

وتزود معظم المصاعد في المباني ذات العشرة طوابق أو أكثر بالقدرة بوساطة نظم السحب الكهربائية وتُرفع بوساطة كبلات فولاذية. وهناك طرازان من المصاعد ذات نظم السحب الكهربائية، هما : السحب بدون تروس، والسحب بالتروس.

تُسْتَخَْدُم المصاعد ذات السحب بدون تروس في المباني الإدارية الأكثر من عشرة طوابق وفي المباني السكنية الأكثر من ثلاثين طابقًا. وتتحرك بسرعات من 120 إلى 600م في الدقيقة، وترفع كبلات، تسمى حبال الرفع، المقصورة. ويربط أحد طرفي كل كبل بالسطح العلوي للمقصورة، بينما يوصل الطرف الآخر بثُقل موازن من الفولاذ يوازن ثقل المقصورة ويعادل حوالي نصف وزن الركاب الأقصى. ويخفض الثقل الموازن القدرة اللازمَة لتشغيل المصعد إلى أدنى حد. وتلف حبال الرفع حول بكرة متصلة مباشرة بمحرك كهربائي. وعندما تدور البكرة تتحرك الحبال وترفع أو تخفض المقصورة. وتمسك المقصورة في مكان وقوف المصعد بكابح.

المصعد الهيدروليكي، أعلاه، يرفع ويخفض بوساطة مكبس. ترتفع المقصورة عندما تدفع المضخة الزيت إلى داخل أسطوانة المكبس. وتنزل عندما يسيل الزيت إلى صهريج خزن الزيت.
تتحرك المصاعد ذات السحب بالتروس بسرعة تصل إلى 137م في الدقيقة، وتشابه مصاعد السحب بالتروس المصاعد ذات السحب بدون تروس. بيد أن محركات المصاعد ذات السحب بالتروس تشغل ترس التخفيض الذي يدير البكرة. ويخفض الترس السرعة التي تدور بها البكرة.

وبعض المصاعد المُسَّماة مصاعد هيدروليكية أو مصاعد سائلية تُشغَّل بوساطة نظام هيدروليكي حيث تُرفع أو تُخفض بوساطة مكبس طويل بدلاً من الكبلات الفولاذية. وتتحرك هذه المصاعد بسرعات تتراوح بين 15 و 48م في الدقيقة. وهي تخدم مبانيَ عديدة ذات سِتّة طوابقَ أو أقل. ويرتفع المكبس ويُرفع المصعد حينما تدفع مضخة كهربائية الزيت في داخل أسطوانة المكبس. ويهبط المصعد إلى أسفل حينما يُفتح الصمام ويتدفق الزيت في داخل الخزان.

شروط الأمان:

في كثير من الدول، يتحتم أن تُشغَّل المصاعدُ طبقًا لرموز الأمان، التي تُحدَّد بوساطة هيئة من الوكالات التي تشمل المستفيد والحكومة والمجموعات الصناعية. ويعاين الموظفون الرسميون عندئذ المصاعد بصفة دورية ليتحققوا من أن جميع شروط الأمان تؤدي وظائفها.

ويُتَوقَّع عادةً أن يكونَ لمصاعد الركاب أبواب من الفولاذ لتستطيع مقاومة الحريق. ومعظم المصاعد يكون لها مجموعتان من الأبواب ؛ مجموعة واحدة في الحائط عند كل طابق، ومجموعة أخرى تكون جزءًا من المقصورة ذاتها. ويجب أن تنْغلق هاتان المجموعتان بإحكام قبل أن يتمكنَ المصعد من التحرك. ويتسبب جهازُ أمان خاص في إعادة فتح الأبواب إذا ما كان هناك شخص ما في مدخل الباب. وإذا تحرّك المصْعَد بسرعة زائدة عندما يهبط إلى أسفل، تكبس ملازم الأمان القضبان الموجهة وتوقف المقصورة. وجميع المصاعد الآلية تكون مزوَّدة بأجراس إنذار، وبعضها له أنظمة اتصال داخلي أو هواتف ويُمكن للركَّاب أن يستخدموا هذه الأجهزة في حالة الطوارئ، مثل النداء للاستغاثة إذا توقف المصعد بين الطوابق.

مصاعد المشاهدة لها جوانب زجاجية لكي يتمكن الركاب من رؤية ما يحيط بهم. تُركَّب هذه المصاعد في الأفنية الداخلية (كما هو مبين أعلاه) أو بمحاذاة الحوائط الخارجية.

أنواع خاصة من المصاعد:

بعض المباني الكبيرة بها مصاعد ذات سطح مزدوج يكون لها حيزان وتخدم طابقين اثنين مع كل توقف. فالذين يريدون أن يصعدوا إلى الطوابق ذات الرقم الفردي يدخلون في الحيز السفلي للمصعد عند الطابق الأول، والذين يريدون الطوابق ذات الرقم الزوجي يدخلون في المصعد عند الطابق الثاني ويركبون في الحيز العلوي للمصعد. والمصاعد المسماة مصاعد مشاهدة لها جوانب زجاجية وتتحرك بمحاذاة حوائط الأفنية الداخلية أو بمحاذاة الحوائط الخارجية للمباني. ويمكن للركاب مشاهدة المنطقة المحيطة عبر الجوانب الزجاجية.

وتوجد في بعض المباني العالية مصاعد سريعة تتحرك بدون توقف عند طوابق معينة حيث يتحول الركاب إلى مصاعد أخرى محلية. وعندئذ تحمل هذه المصاعد المحلية الناس إلى طوابقهم.

وتستخدم شركات الإنشاءات المصاعد التي تتحرَّك خارج المباني وتحمل طاقم ومواد البناء. وتأخذ أنواع أخرى من المصاعد العمال والمواد إلى داخل المناجم، بينما تكون مصاعدُ المستشفيات كبيرة بدرجة تمكّنها من حمل الأسرّة والنقالات.

نبذة تاريخية

المصعد الأول بصمام أمان. يشرح إليشا ج. أوتس فعالية المصعد. يحول صمام الأمان الذاتي دون سقوط المصعد إذا ما انقطع حبل الرفع.
اخترع عالم الرياضيات الإغريقي القديم، أرخميدس طرازًا من المصاعد نحو سنة 230ق.م، استخدم فيه حبالاً وبكرات لرفع شخص واحد.

وقد استخدمت المصاعد في بداية القرن التاسع عشر الميلادي. ومع حلول أربعينيات القرن التاسع عشر الميلادي، تم اختراع مصاعد البضاعة سواء المزودة بقدرة هيدروليكية أو بقدرة بخارية، ولكنها كانت بطيئة جدًا. وغالبًا ما كانت تنقطع حبال المصاعد المزودة بالقدرة البخارية وتسقط المقصورة.

وفي الخمسينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، اخترع الأمريكي إليشا جريفز أوتس أول مصعد مزود بنبيطة (أداة) أمان أوتوماتية. فإذا ما انقطع الحبل، منعت النبيطة المصعد من السقوط، وكان أوتس أول من بنى عمليًا المصعد في عام 1854م.

وقد رُكّب أول مصعد عالميّ صُمّم خصيصًا لاستخدام الركاب في مدينة نيويورك في عام 1857م. وبدأ تشغيل أول مصعد كهربائي عالمي في سنة 1889م. وأدخلت المصاعد الأوتوماتية في المباني السكنية في تسعينيات القرن التاسع عشر الميلادي. وفي 1950م، أصبح في مدينة دالاس بولاية تكساس، في الولايات المتحدة، أول مبنى به مصاعد أوتوماتية.

★ تَصَفح أيضًا: أوتس، إليشا جريفز.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية