الرئيسيةبحث

الميزانية ( Budget )



الميزانية خطة مالية، تساعد الناس على استثمار أموالهم بأفضل طريقة ممكنة، فهي تحدد مصادر الدخل، وتساعد على تخطيط الإنفاق. وقد يختلف الدخل عن النفقات، ولذا تقوم أغلب الميزانيات ـ على الأقل جزئيًا ـ على تقديرات.

لكلِّ من الأفراد والأسر ورجال الأعمال والحكومات ومختلف المنظمات ميزانيات خاصَّة بهم. أما الميزانية الحكومية فقد تحتوي على أرقام بالبلايين. ولكن كل الميزانيات تتشابه في جوانب محددة.

تساعد الميزانية الأفراد، أو الجماعات في تحقيق أهداف محددة. وهذه الأهداف تختلف، ولكن أغلب الناس يتمنون أن يحصلوا على أكبر قدر من المنفعة من دخلهم بإنفاقه بحكمة. وأغلب الناس ورجال الأعمال والحكومات لديهم دخل محدود للإنفاق منه، ولذلك لابد لهم من تحديد أي النفقات أكثر أهمية، وبإعدادهم لميزانيتهم يمكنهم التأكد من أن قدرًا كافيًا من المال قد خُصِّص للبنود ذات الأهميَّة. وقد تظهر الميزانية الحاجة إلى المزيد من الدخل. وقد يدفع هذا القصور الأفراد للعمل لساعات أطول، كما قد تضطر الحكومات لزيادة الضرائب ؛ فميزانية الحكومة جزء مهم من برنامجها السياسي.

ميزانيات الفرد والأسرة

يمكن للفرد، أو الأسرة وضع ميزانية الإنفاق على أساس أسبوعي أو شهري أو سنوي. وبعض الناس يضع ميزانيتين، إحداهما للإنفاق السنوي والأخرى لتغطية فترة أقصر ؛ كفترة تسلم الراتب من الجهة التي يعمل بها الفرد. فمثلاً، قد يضع من يحصل على راتبه أسبوعيًا ميزانية أسبوعية.

ويتم إعداد الميزانية في ثلاث خطوات رئيسية هي: 1ـ تقدير الدخل 2ـ تقدير النفقات 3ـ الاحتفاظ بسجلات مالية.

تقدير الدخل:

هو الخطوة الأولى لإعداد الميزانية، ويجب أن توضح الميزانية مقدار المال المتاح بعد خصم كل الاستقطاعات من الراتب. ومثل هذه الاستقطاعات قد تشمل ضرائب الدخل، وضرائب الضمان الاجتماعي ومساهمات التقاعد. وتقدير الدخل سهل، إذا كان لايشمل غير الراتب المنتظم فقط. إلا أن دخل الأعمال الخاصة، أو المهن أو الدخل الذي يعتمد على عدد ساعات العمل، قد يتغير باستمرار. ففي هذه الحالة يتم تقدير الدخل على أساس حجم العمل، أو عدد ساعات العمل التي أنُجزت خلال فترة سابقة.

تقدير النفقات:

بعض النفقات الرئيسية المحددة تبقى كما هي شهرًا بعد شهر. وتشمل الإيجار أو أقساط الرهن وتكاليف التعليم، ورسوم التأمين والأقساط الشهرية. فمثل هذه المدفوعات يجب وضع أموالها جانبًا أولاً. وتختلف العديد من النفقات الضرورية الأخرى، كالملابس والطعام والترويح والنقل من شهر لآخر، ولكن يمكن تقديرها إلى حد ما.

يختلف نمط الإنفاق من قطر لقطر ومن شخص لآخر، كما يختلف من أسرة لأسرة. وتؤثر بعض العوامل كالعمر، وحجم الأسرة، والدخل والأذواق الشخصية في إنفاق الفرد. وبعض الناس يوفر لتعليم أبنائه، وبعضهم يوفِّر بعض المال لشراء منزل أو سيارة. أما الأسرة ذات الدخل المنخفض، فقد تضطر لإنفاق كل دخلها على الطعام والملابس والمأوى.

ولتقدير الإنفاق، لابد من تحليل احتياجات الفرد وتحديد أولوياته. فمثلاً، يمكن أن تقرر الأسرة تخفيض إنفاقها على الملابس لمدة عام، لكي تستطيع السفر في إجازتها.

ويمكن أن تشمل ميزانية الفرد أو الأسرة خطة للتوفير. فقد تخطط أسرة لتوفير قدر معين من المال، لتستخدمه في أمر طارئ كالمرض أو الصيانة غير المتوقعة. فالميزانية لابد أن تحتوي على فائض يمكن استخدامه في الإنفاق غير المتوقع.

تساعد الميزانية الناس على العيش في حدود دخل معين. وقد ينفق الناس أكثر من دخلهم في سنة ما باقتراض بعض المال، أو بشراء بعض الحاجيات بالدفع الآجل (بالأقساط). ولكن عاجلاً أم آجلاً لابد لهم من سداد أقساط السُّلف، أو سداد قيمة ما اشتروه بالأقساط. ولهذا لابد من تخفيض الإنفاق المتاح للأغراض الأخرى، خلال فترة سداد المستحق عليهم من أقساط.

الاحتفاظ بالسجلات المالية:

أغلب الناس الذين لديهم ميزانية، يحتفظون بسجل مكتوب لخطتهم، كما أنهم يسجِّلون إنفاقهم الفعلي على الحاجات المختلفة خلال فترة الميزانية. ومثل هذا السجل للإنفاق الفعلي المعتاد يساعد على تخطيط الميزانيات المستقبلية وتجنب الإنفاق غير المخطط.

ميزانيات القطاع الخاص

تساعد الميزانية الشركة للسيطرة على تكاليفها بصورة فعَّالة. فهي توضح الأرباح المتوقعة من مختلف نشاطات المنشأة. كما أنها تساعد الإدارة على معرفة أي المشروعات أكثر أهمية لنمو المنشأة.

والشركة الصغيرة الحجم، قد يكون لديها موظف واحد لإعداد ميزانيتها. أما الشركة الكبيرة، فقد يكون لديها قسم كامل للميزانية به هيئة من الموظفين يعملون دوامًا كاملاً. ويدير هذا القسم إداري عالي الرتبة يسمى المدير المالي أو المراقب أو أمين الخزينة. ★ تَصَفح: المحاسبة.

تُعدُّ أغلب الشركات نوعين من أنواع الميزانية هما ؛ ميزانية رأس المال والميزانية العامة للتشغيل.

الميزانية العامة للتشغيل:

تلخص كل خطط الشركة المالية (وهي مبنية على ميزانيات الأقسام الخاصة) وتُعدُّ معظم الشركات ميزانية تشغيل عامة سنوية، ولكن بعضها يحتفظ بميزانية شهرية أو ربع سنوية. وقد تُعدُّ كل من أقسام الدعاية والإنتاج والأبحاث والمبيعات ميزانيتها الخاصة بها. ثم يقوم قسم الميزانية بدمج كل هذه الميزانيات في ميزانية واحدة، بعد إجراء أي تعديلات ضرورية.

تُعِدُّ معظم الشركات كشفًا لحسابات الدخل عند نهاية كل سنة، ليقوم بمراجعتها مراجعون من خارج الشركة. وتشمل الميزانية العامة للتشغيل تقدير الدخل للعام القادم. وتقارن الشركات دخلها في نهاية العام مع التقديرات التي أُعدت في بداية العام. وهذه المقارنة تحدد مدى دقة تقديرات ميزانية الشركة، مما يساعدها على تخطيط ميزانياتها المستقبلية.

ميزانية رأس المال:

تشمل مصروفات رأس المال التي تزمع شركة ما إنفاقها لشراء بضائع إنتاجية خلال فترة معينة في المستقبل كشراء آلات أو معدات أو مبان جديدة. وفي هذه الميزانية يحدد مصدر أو مصادر الأموال المطلوبة لتمويل هذه النفقات.

ميزانية الحكومة

تشتمل ميزانية الحكومة ـ كميزانية الأفراد والأعمال ـ على الإيراد الكلي والدخل والإنفاق الكلي. وتسهم الضرائب بالقدر الأكبر من ميزانية الحكومة. ومن أهم أوجه الإنفاق الحكومي: التعليم والصحة والإسكان والدفاع الوطني والضمان الاجتماعي والنَّقل والاتّصالات. وتستخدم الاعتمادات الحكومية، لدعم برامج التنمية الاجتماعية أيضًا.

وتعد ميزانية الحكومة سنويًا ـ في العادة ـ وهي تغطي سنة مالية وليس سنة تقويمية ؛ فالسنة المالية في المملكة العربيَّة السعودية، على سبيل المثال، تبدأ في اليوم العاشر من برج الجدي. وتوضح الميزانية الوطنية التكاليف المتوقعة لمختلف نشاطات الحكومة، كما أنها تذكر ما إذا كانت هناك أي زيادة أو تخفيض في الضرائب. وتعكس الميزانية للشعب أولويات الحكومة. ولها أيضًا آثار مهمة على اقتصاد الدولة.

الآثار الاقتصادية للميزانية:

يمكن حصرها في ثلاث مجموعات رئيسية وهي: 1ـ توزيع الموارد 2ـ السيطرة على النشاط الاقتصادي 3ـ توزيع الدخل.

توزيع الموارد:

تستخدم الحكومة والقطاع الخاص بعض الموارد مثل: الأرض والأيدي العاملة ورأس المال لإنتاج السلع والخدمات، وتشكل السلع والخدمات التي ينتجها الأفراد (القطاع الخاص). وتؤثر الميزانية الوطنية في الموارد بين القطاعين العام والخاص، وذلك بتحديدها لنسبة الموارد التي تستخدم لخدمة القطاع العام. فهذه النسبة من موارد الأمة ليست متاحة للقطاع الخاص.

السيطرة على النشاط الاقتصادي:

تؤثر كل من الضرائب والإنفاق الحكومي في المستوى العام للنشاط الاقتصادي الوطني. فالضرائب تخفض من النشاط الاقتصادي، وذلك بتخفيضها لدخل الفرد، فينخفض الإنفاق الكلي للناس. وفي الجانب الآخر، يصبّ الإنفاق الحكومي الأموال في اقتصاد الأمة، فيزداد النشاط الاقتصادي.

وتتوازن الميزانية الوطنية، إذا كانت الضرائب تساوي الإنفاق. فإذا زادت الضرائب على الإنفاق، سيكون هناك بعض الفائض في الميزانية. وتؤدي الضرائب المرتفعة إلى تقليل النشاط الاقتصادي، أما إذا زاد الإنفاق على الضرائب فسيكون هناك عجز في الميزانية. ويؤدي الإنفاق الحكومي المرتفع إلى زيادة النشاط الاقتصادي.

كان الاقتصاديون يعتقدون أن الميزانية، يجب أن تكون متوازنة فى كل عام. ولكن يرى أغلب الخبراء حاليًا أن الميزانية، قد تكون عاجزة أو فائضة أو متوازنة اعتمادًا على الظروف الاقتصادية السائدة. ★ تَصَفح: الاقتصاد.

توزيع الدخل:

تحدد الميزانية الوطنية أيضًا الذين يتحملون العبء الأكبر من الضرائب، والمستفيدين من الإنفاق الحكومي بدرجة أكبر. وعند تخطيط الميزانية، يمكن أن تصمم الحكومة نظامها الضريبي لتقريب الشُقة بين أصحاب الدخول العليا والدخول الدنيا. فمثلاً، نظام ضريبة الدخل التصاعدية، يتضمن معدلاً أعلى للضرائب على أصحاب الدخل المرتفع. وتتبع أغلب حكومات الدول نظام ضرائب الدخل التصاعدية.

يؤثر الإنفاق الحكومي ـ أيضًا ـ في مختلف المجموعات الاقتصادية بدرجات متفاوتة، فمثلاً يستفيد ذوو الدخل الأقل بدرجة أكبر من الإنفاق الحكومي على الإسكان والخدمات الصحية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية